سلوكيات مابعد الزلزال.. خوف وتطبيقات انذار وازدياد اقتناء الحيوانات وتغيير أمكنة السكن

تشرين – هالة الحلو:

تحوّل الناس قسراً بعد زلزال السادس من شباط الماضي ليس فقط إلى الخوف والهلع ومتابعة كل ما يقال ويشاع عن الزلازل، بل وإلى سلوكيات مستجدة حدثت في غير موسمها مثل تغيير أمكنة إقامتهم من المدن إلى الأرياف والذي كان يحدث صيفاً في الظروف العادية ، فهذا التنقل لم يقتصر فقط على المتضررين في شمال سورية أو على سكان المدن الساحلية خوفاً من “تسونامي ” قادم ، بل إن الكثيرين من سكان حمص ارتحلوا مؤقتاً إلى الأرياف الغربية في منطقة تلكلخ من دون وجود ما يدل على أن الأرياف بمنأى عن الفوالق أو ما قد يحدث من زلازل وتوابع إلخ ..

من جانب آخر، غابت كلياً مظاهر التدعيم عن المنازل في حمص ، بدليل أن العدد الأكبر من السكان لم يتقدموا بطلبات للكشف على منازلهم ، ويسري ذلك على كل الحارات سواء تلك التي نالت منها الاعتداءات الإرهابية أم لا .
في الأحياء المتضررة بفعل الحرب والتي لا تحتمل مبانيها المزيد .. يقول العديد من سكانها : حتى لو قررت لجان الكشف حاجة منازلنا للتدعيم ، فلسنا قادرين مادياً على ذلك .
بدى واضحاً من كلامهم أن هاجسهم أكبر من احتمال انهيار بيوتهم وموتهم تحت أنقاضها، وهو الخشية من إخلائها وما يستتبعه من معضلة البحث عن سكن بالإيجار أو عن مأوى .

أما على صعيد ما يسمى بالسلوك العام أو المألوف عند حدوث كوارث طبيعية، فقد عمد الكثيرون على تنزيل مختلف تطبيقات وبرامج تتبع وقوع الزلازل والهزات في أي مكان من العالم، كما لوحظ ازدياد الإقبال على اقتناء بعض الحيوانات وخاصة الطيور ربما لانخفاض أثمانها مقارنة بالكلاب والقطط .

في أحد المراكز الصحية الخاصة بالحيوانات، أكدت صاحبته أن هواة تربية الكلاب والقطط لم يتوقفوا عن ذلك قبل الزلزال ولا بعده .
في حين رأى صاحب محل لاستضافة ورعاية الحيوانات المنزلية ، أنه لم يمر على حدوث الزلزال سوى شهر تقريباً، منوهاً بعدم التعجل في قرار تربية الكلاب والقطط نظراً لما تتطلبه من رعاية واهتمام .
بدوره أكد أحد باعة الطيور بحمص ازدياد شراء الطيور وخاصة العصافير منها لكونها أكثر حساسية واستشعاراً باقتراب الزلازل ، إذ تعلو أصواتها وتزداد حركتها في محاولة منها للخروج من أقفاصها .
مشيراً إلى عدم ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ ، فسعر العصفور الواحد أربعون ألف ليرة، وسعر القفص ثلاثون ألفاً وسعر كيلو الحبوب عشرة آلاف .

وعن ظاهرة استشعار الحيوانات بالزلازل قبل وقوعها ؟
أوضح نقيب الأطباء البيطريين في حمص الدكتور أحمد شحود : لقد لوحظت سلوكيات غريبة وغير مسبوقة للحيوانات في تركيا وذلك في الفترة القصيرة التي سبقت حدوث زلزال السادس من شباط ، ما يؤكد شعورها باقتراب وقوع الزلزال، وحسب الكثير من الأبحاث ، فإن الحيوانات تستشعر بشكل واضح الصدمات الزلزالية الصغيرة وذلك قبل ثوانٍ من الموجات الزلزالية الأشد عنفاً ، وترجع هيئة المسح الجيولوجي الأميركية ذلك إلى وجود نوعين من الموجات الزلزالية هي الموجات الأولية P التي تنشأ من مركز الزلزال وتتسم بأنها خفيفة وتنتقل بسرعة عدة أميال في الثانية الواحدة ، وتشعر بها الحيوانات خلافاً للبشر ، أمّا الموجات الثانوية S فهي الموجات العنيفة التي تهز الأرض بحركات متدرجة .
مشيراً إلى وجود العديد من التفسيرات حول الكيفية التي يمكن بها للحيوانات الاستشعار بالزلازل قبل حصولها ، كأن تشعر بتأين الهواء الناجم عن ضغط الصفائح التكتونية على الصخور على طول خط الصدع ، كما يُعتقد بامتلاكها حواسَّ عالية النمو والدقة كالشم والسمع ما يجعلها تلتقط روائح الغازات المنبعثة من بلورات الكوارتز وتسمع مختلف الترددات والاهتزازات الصوتية .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار