الوفود الطلابية المشاركة في المتلقى التضامني العربي تزور المتحف الوطني.. المشاركون: سورية ستنتصر بإرادة شعبها وصمود شبابها وقائدها الشجاع

تشرين – أيمن فلحوط:

تركزت تساؤلات أعضاء الوفد الشبابي العربي التضامني الطلابي، بعد زيارته اليوم للمتحف الوطني، واطلاعهم على مقتنياته الأثرية، والاستماع لشرح مفصل حول تاريخ سورية وأبرز معالمها، وما فعلت الحرب والإرهاب لتدمير الحضارة وضرب المدن والأوابد التاريخية، والجهود التي تبذل لحماية التراث الغني، واسترداد الآثار المسروقة، ولقائهم مع مدير عام الآثار والمتاحف، في القاعة الدمشقية، حول تأثير الحصار على سورية والآثار السورية، والذي استمر أكثر من عشر سنوات، والآثار التي سرقت، وتم تهريبها للخارج خلال الحرب على سورية، وكيفية العمل على استعادتها، وهل لدى المديرية الوسائل لاستعادة تلك الآثار.
كما تحدثوا عن الوحدة الحضارية في كل البلدان العربية والتشابه الموجود في الآثار في كل البلدان العربية، والذي هو جامع للعرب والدفاع عن قضاياهم المشتركة.
وأشار أعضاء الوفد في تساؤلاتهم لقيام العصابات الإرهابية بالحفر والتنقيب والتعدي على الآثار السورية، كما أشادوا بما رأوه في المتحف من آثار تاريخية، وكان تعاطفهم واضحاً مع حضارة البلد وما تعرضت له سورية من حصار، وأصاب الكثير من المواقع الأثرية.

على لائحة التراث
وبيّن مدير عام الآثار والمتاحف في سورية الدكتور محمد نظير عوض خلال حديثه مع الوفد الطلابي ضرورة تأريخ الهوية السورية، وإن تدمر كانت العنوان الرئيسي للهجوم الوحشي خلال الحرب على سورية بدءاً من تدمر ومروراً ببقية المناطق، وكذلك حلب ضمن هذه القائمة.

مدير عام «الآثار»: الإرهاب حاول ضرب الهوية الجامعة للسوريين من خلال تهديم هذا التراث

مشيراً إلى أن سورية قبل الحرب كان يزور مناطقها الأثرية أكثر من مئة ألف زائر، ولدى سورية 6 مواقع مسجلة على لائحة التراث العالمي، ويعتبر المتحف الهوية الجامعة للسوريين، وقد حاول الإرهاب ضرب تلك الهوية من خلال تهديم هذا التراث الغني الذي يشهد له العالم.

وأشار مدير الآثار والمتاحف لسرقة العديد من القطع الأثرية خلال الحرب، من المواقع الأثرية المهمة في سورية، وإلى استرداد عدد منها، فقد استعدنا من لبنان الشقيق 80 قطعة، وهناك مساعٍ حثيثة لاستعادة الكثير من القطع من الخارج، بعد تشكيل مكتب خاص في المديرية في عام 2013 لتتبع تلك القطع، والعمل على استردادها بالتعاون مع الأصدقاء والمخلصين من أبناء الوطن، الذين لا يتوانون عن إعلامنا عند عرض أي قطعة سورية في أي مكان للبيع، لنتحرك سريعاً بغية العمل على استرداد تلك القطع، ولاشك أن العمل صعب للغاية في هذا الإطار، لأن هناك شركات متعددة تعمل في إطار تهريب وبيع الآثار، ولها التغطية الخاصة بها التي يجعل تتبعها صعباً للغاية، لكونها تخفي تلك الآثار في أماكن غير معروفة، وقد لا تعرضها إلا بعد عدة سنوات، كما حصل في تهريب الآثار العراقية على سبيل المثال.
وبيّن الدكتور عوض أن الحصار الاقتصادي على سورية قد أثر سلباً على موضوع ترميم بعض المواقع الأثرية التي تأثرت خلال الحرب، فالحصار كان كارثياً على الشق المتعلق بالآثار، وأتى الزلزال وأكمل على ما تبقى وخاصة تلك الأماكن التي لم نتمكن من ترميمها في المحافظات المنكوبة في حلب وحماة واللاذقية وطرطوس.

سورية الصمود والمقاومة
وعلى هامش اللقاءات التي يجريها الوفد الطلابي بيّن قاسم حيدر من لبنان أن القدوم لسورية كان للوقوف إلى جانب إخوتنا وأهلنا في سورية الحبيبة، سورية الصمود والمقاومة والعروبة، التي لم تبخل يوماً في مساندة إخواننا العرب في كل الظروف الصعبة، وفي كل المحن، وهي التي ساندت القضية الفلسطينية بكل أشكالها وأبعادها، إن كان عسكرياً أو احتضاناً للمقاومين على أرض سورية، وساندت لبنان ووقفت إلى جانب مقاومته ودعمتها للوصول إلى التحرير.
وأضاف حيدر: علينا كشباب لبناني وشباب عربي أن نكون إلى جانبها في ظل هذه الهجمة الأمريكية الشرسة الإرهابية بأبعادها الاقتصادية، أو بفعل الإرهاب على مدار 12 عاماً، ولن تسقط سورية، وبإرادة شعبها وصمود شبابها وقائدها الشجاع والمقاوم الدكتور بشار الأسد ستنتصر سورية مجدداً، ونحن كشباب عربي وكشعوب عربية نكسر الحصار قبل الحكومات، والتي مازال بعضها إلى يومنا هذا تتخاذل مع هذا العدو الأمريكي الاستكباري الشيطان.

ارتباط تاريخي مع سورية

بدوره الدكتور ديهكال الطيب من الجزائر تحدث عن الارتباط التاريخي الذي يجمع كلاً من سورية والجزائر، مؤكداً أننا نتضامن مع الشعب السوري، لأننا كلنا سورية، ومن لا يتضامن لا يعيش نفس المعاناة والجراح، ورسالتنا من خلال هذا اللقاء النّير الذي واكبه كوكبة من الشباب العربي، نعم لبناء الحوار الشبابي، وآلية الحوار كانت بمخرجاتها اليوم تشير إلى ما يجب علينا أن نفعله

تجاه هذا الوطن الذي يتألم، حصاراً وعصارة، ويتألم جرحاً وانكساراً ووجعاً على ما ألمّ به من آثار وخيمة لزلزال وكارثة إنسانية، ورسالتنا نحن بين أيادي إخواننا نقول: نحن كنا الحاضنة بالنسبة للشعب السوري في الجزائر، فسورية هي الجزائر والجزائر هي سورية، ومن خلال هذا التجمع الشبابي لبناء وتجديد النفس والروح القومية العربية انطلاقاً من مهد الحضارات، فعلينا العودة إلى تاريخنا، لأنه لا يمكننا أن نحقق مجد مستقبلنا، إلا باحتضان أبنائنا ومؤسساتنا الوطنية.
والأمة اليوم تتكالب عليها الأمم، أين المفر؟ ولكننا نقول: إننا موجودون والأمل فينا يتجدد، فرسالة الأمل دائماً تشجعنا، ورسالتنا إلى أبناء سورية ليشحذوا الهمم، ولنتكاتف معاً من أجل بناء مصالحة مع الذات، وتحرير كامل تراب الوطن من الحاقدين والمستعمرين الجدد.

سورية هي النسيج الوطني والقومي المشرف التي وقفت سنوات طويلة من الزمن في دعمها للقضية الفلسطينية

رد للجميل
وأشار منقذ أبو عطوان من فلسطين، أن وقفة اليوم للطلبة لنرد القليل من جميل سورية على القضية الفلسطينية، فنحن لا ننسى ما تتعرض له سورية من إجرام إمبريالي أمريكي صهيوني في دعمهم للمرتزقة، من أجل تدمير سورية، فسورية هي النسيج الوطني والقومي المشرف التي وقفت سنوات طويلة من الزمن في دعمها للقضية الفلسطينية، وفي دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية، وهي الحاضنة لكل القوى والتنظيمات الفلسطينية منذ بداية نشأتها في سورية وفي لبنان، ولا ننسى دماء الجيش العربي السوري الذين استشهدوا على مشارف المدن الفلسطينية في نضالهم وكفاحهم ضد الاحتلال الصهيوني، واليوم جئنا إلى سورية لنقول: مهما فعلنا نشعر بالخجل منك يا سورية، لا شيء نقدمه لك سوى الكلمة، لذلك جئنا ليعلو صوتنا من أجل أن نلفت نظر العالم للجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية، وبحق الشعب السوري، وخاصة ما ظهر من الصمت المخزي والمعيب من هذه الدول، حيال ما حدث من زلزال في سورية، حيث ركز الإعلام الغربي، وكل أبواقه الإعلامية على ما حدث في تركيا، رغم أننا نترحم على الضحايا الأتراك، ولكن سورية من حقها أن تمتلك المعدات والإمكانات التي تمكنها، من إنقاذ أبناء شعبها وضحاياها الذين قضوا تحت هذا الزلزال.
وختم أبو عطوان: مرة أخرى نقول للشعب السوري، وللقيادة السورية وللسيد الرئيس للدكتور بشار الأسد شكراً لك، وشكراً للجيش العربي السوري الذي دحر هؤلاء المرتزقة، وحافظت على وحدة وجغرافية سورية، وحافظت على مكانة سورية كقلب لكل إنسان عربي شهم ووطني.

الدكتور المحامي والمستشار القانوني رجب ياسين من مصر: مصر بعروبتها وبراءتها، عندنا الجيش الثاني والثالث الميداني، لكن الجيش الأول هو الجيش العربي السوري.
ومشاركتنا هي دعوة لكسر الحصار عن سورية، وتأكيد للعالم العربي والعالم أجمع أن سورية دائماً في القلب، وكما تخطت الحرب الكونية عليها في2011 ستتجاوز هذه الأزمة، مهما كانت الصعوبات والمحن التي تصيب العالم العربي، وسيعود العالم العربي كما كان، وستتوج ليس بوحدة سورية فقط، بل في وحدة العالم العربي من المحيط للخليج، وبعودة القدس إلى الحضن العربي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار