خيارات “ببلاش” أفضل من دوامة التكاليف …الدواء ليس العلاج الأمثل لجميع الأمراض النفسية

تشرين – دينا عبد:

يثير انتشار الأمراض النفسية في وقتنا الحالي قلقاً واسعاً، ولاسيما أن الكثيرين وخاصة الشباب يفضلون عدم البوح بما يجول في نفوسهم من تبعات واضطرابات نفسية، قد تكون ناتجة عن عدة أسباب، منها التفكير في الامتحان، إنهاء علاقة عاطفية، أو فقدان شخص عزيز، كلّ هذه الأمور تتسبب في اضطرابات نفسية، يعانيها الأشخاص في صمت من دون أن يطلبوا مساعدة من أي شخص يخفف معاناتهم أو علاجاً قد يساعدهم في تخطي الأزمة، والعيش بسلام وسط جدل حول الطرق الأكثر نجاعة للوقاية من هذه الاضطرابات، أو حتى علاجها في حال أصيب الفرد بها، بعيداً عن العلاجات بالأدوية أو العقاقير الطبية التي تسبب إدماناً عند البعض، كيف نتخلص من حالات نفسية نتعرض لها مثل القلق والاكتئاب والرهاب والوحدة وغير ذلك؟

اختصاصية تنصح بالعلاجات الطبيعية لنجاعتها أكثر من الدواء 

التمارين الرياضية

اختصاصية الصحة النفسية د. غالية أسعيد ترى من وجهة نظرها أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والأنشطة المحببة والخروج إلى العالم الواسع كل هذه علاجات طبيعية، أظهرت نجاعة أكبر في علاج الاضطرابات النفسية، مقارنة بمفعول الدواء، الذي ربما يسبب لمن يتناوله إدماناً، فعند الإحساس بأدنى مشكلة ومن دون التفكير بحلها يلجأ إلى تناول هذه الأدوية، التي ربما تصيبه بحالة من الإدمان عليها، وأؤكد على ممارسة الرياضة لأنها تساعد على تخفيف الأعراض الناجمة عن اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق.

مشيرة إلى أنه في الطب النفسي لا نوصف الدواء، إلّا إذا لزم الأمر أو الحالة، فمثلاً: لا نوصف أدوية للمعاناة الاجتماعية، وذلك لأن الدواء لا يغير الواقع المسيء لهم، يتم وصف الدواء عندما تعمل المتغيرات الخارجية على إحداث خلل داخلي فيفقد الإنسان بهجته وطمأنينته، والموصلات العصبية المسؤولة عنها تصبح غير قادرة على تحملها.

أو من الممكن أن يعيش الإنسان في ظروف ممتازة، ولا يوجد مشاكل خارج الذات لكن لديه نوبات هلع، نوبات مزاجية، اضطراب ثنائي القطب، فصام، هذه الأمراض سببها الأساس بيولوجي وتستجيب للدواء وأحياناً يكون 70% من التحسن مرتبط في الدواء، والعلاج الكلامي له دور حوالي 30 % حسب طبيعة المشكلة وفهم المشكلة من قبل الطبيب المختص.

أعراض مشتركة

وفي معرض حديثها عن فهم المشكلة من قبل الطبيب بيّنت د. أسعيد أنه علينا الإشارة إلى أن هناك الكثير من الأعراض المشتركة بين العديد من الاضطرابات النفسية، بالتالي من الممكن أن يعرض المريض نفسه على أكثر من طبيب نفسي، ومن الممكن أن كل طبيب يشخص تشخيصات نفسية مختلفة؛ بالإضافة لعدد من الأدوية، ما ينجم عنه الإصابة بآثار سلبية أو قد لا يلحظ تحسناً وهذا ما يسببه التشخيص الخاطئ للمرض النفسي من قبل الطبيب.

الاكتئاب والخوف

بدورها المرشدة التربوية والنفسية صبا حميشة بيّنت أن ظاهرة الاكتئاب والخوف بدت ظاهرة على وجوه الطلاب، خاصة بعد وقوع الزلزال فقد أصاب بعضهم اكتئاباً مما هو قادم، ومع ازدياد الهزات الارتدادية التي رافقت الزلزال قال الطالب أمجد في الصف الثالث الثانوي العلمي: فقدت التركيز أثناء الدراسة، ولم أعد أستيقظ باكراً بعد أن كنت سابقاً أستيقظ عند الخامسة صباحاً وصار لدي( فوبيا) من أن يصبح زلزال آخر عند الفجر.

مرشدة تربوية: نحاول عن طريق حصة التعلم الوجداني جعل الطالب يشعر بالأمان

وفي هذه الحالات بينت حميشة أننا نحاول عن طريق حصة التعلم الوجداني أن نجعل الطالب يشعر بالأمان، وأن حادثة الزلزال لا تأتي كل يوم والحياة سوف تمضي بنا، مشيرة إلى أن خوف الطلاب من الهزات الارتدادية تجعلهم يشعرون بالخوف، فبعضهم فقد الشعور بالنوم ظناً منه بأن الزلزال سيحدث.

ودعت حميشة أولياء الأمور بمساعدة المرشد الاجتماعي في المدرسة إلى مساعدة أبنائهم في تجاوز هذه المحنة، والعيش بالروتين المعتاد للأسرة من أجل التركيز في الدراسة وعدم التفكير في حالات قد لا تتكرر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار