يخاطبون العالم الغربيّ بلغته الأجنبيّة… طلبة مدرسة المتفوقين في جرمانا: ارفعوا العقوبات عن سورية

تشرين- أيمن فلحوط:
قدم طلبة ثانوية الباسل للمتفوقين الثانية في جرمانا مقاطع فيديو تطالب العالم الغربي برفع العقوبات عن سورية، من خلال مخاطبتهم باللغتين الإنكليزية والفرنسية، ولخص الطلبة في رسائلهم المعبرة الوجع والألم الذي عانى منه أبناء الوطن، خاصة بعد كارثة الزلزال الأخيرة التي ضربت عدداً من المحافظات السورية.
مدّرسة اللغة الإنكليزية فتون غبرة تحدثت لـ«تشرين» عن مشاركة الطلبة في هذه المبادرة: بصراحة كانت المفاجأة كبيرة لي، تجاه حماس الطلبة، والاستجابة للمبادرة التي أطلقتها مديرة المدرسة الآنسة غزوة حامد، وسرعتهم في تحقيق ذلك من خلال الرسائل التي أعدوها باللغة الإنكليزية بعد تواصلي معهم، ولمسنا مدى وعيهم وإدراكهم للمخاطر المحيطة بالوطن، ولاسيما تجاه العقوبات الجائرة التي فرضت علينا، ولذلك كان القاسم المشترك في رسائلهم هو المطالبة برفع العقوبات الجائرة عن سورية، وكأنهم كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة ليخبرونا عن مدى تعلقهم بالوطن ومشاعرهم الكبيرة تجاه وطنهم، وأنهم عاشوا جميع اللحظات التي مر بها الوطن خلال الحرب علينا، بالرغم من صغر سنهم، فتحدثوا بلغة جميلة خاطبوا فيها العالم الآخر، على أمل أن تلقى رسائلهم الاستجابة من ذاك العالم صاحب المعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمات والكوارث الإنسانية.
في المحصلة، كل شخص يحارب من المكان الذي يقطنه، وطلابنا من مقاعد الدراسة أرادوا إرسال رسالتهم تلك بقوة الكلمة التي تعادل قوة السلاح، وكثير من العبارات التي تحدثوا بها كانت في الصميم،وآمل أن تؤثر في العالم الآخر الذي يدعي الحرية.
لتصل فكرتنا
وعبرت الطالبة أليسار المغربي من الصف العاشر عن مشاركتها في المبادرة من خلال الوقوف إلى جانب شعبنا كما أشارت خلال حديثها، مبينة أن الغاية من المشاركة أن يكون للطلبة أثر واضح في الوقوف إلى جانب شعبنا في هذه اللحظات الحزينة، التي يعاني منها من الزلزال، وحرصنا على أن تصل فكرتنا للمجتمع الغربي وبلغته، ليرفعوا العقوبات عن وطننا.
وشاطر نعيم عبد المحسن الطالب في الصف العاشر زميلته في المدرسة، في الدلالة على الوقوف إلى جانب الوطن في هذه الكارثة التي ألمت به على صعيد الزلزال، من خلال الرسالة التي قام أيضاً بتوجيهها للعالم الغربي بلغته وعنوانها الرئيس ارفعوا العقوبات عن سورية.
بالتوازي مع زملائها كانت الطالبة في الصف التاسع رند معروف تعبر عن وجعها في الرسالة التي أوضحت فيها وباللغة الإنكليزية أهمية رفع العقوبات عن سورية، على أمل أن تلقى مناشدتهم كطلبة الاستجابة من الآخرين.
ولم تخف الطالبة ليلاس الريم من الصف التاسع الألم الذي يعتصر قلبها وقلب كل الطلبة تجاه القوانين الجائرة التي فرضت على الوطن، ومنعت المساعدات عنه التي نحن بأمس الحاجة لها، خاصة بعد الزلزال الذي ضرب عدداً من المحافظات، فكانت رسالتي كما زملائي تحث على رفع العقوبات عن سورية.
رسالة مدوّية
أشارت مدرسة اللغة الإنكليزية ريم مدحت قصرين لمبادرة طالبتها ساندي سالم، أنها كانت حريصة أن تقدم شيئاً في هذه الفاجعة التي ألمت بالوطن، فلا المال متوافر ولا الجهد العضلي لكونها صغيرة في السن، فوجدت في كلماتها المعبرة رسالة تؤديها تجاه الوطن، وكانت مبادرة منها ومن زملائها مفيدة ومعبرة، كما أشار اليافع رامي فلحوط الطالب في الصف السابع في رسالته المعبرة، والتي حملت عنوان ارفعوا العقوبات الجائرة عن سورية، لتكون رسالة مدوية للعالم من اليافعين وبلغتهم الإنكليزية.
وعبر الطالب رامي فلحوط عن معاني الرسالة التي وجهها للعالم باسم أطفال سورية مشيراً إلى ذلك بالقول: لقد عانينا الكثير من الزلزال.. رجاء أظهروا القليل من رحمتكم، وارفعوا العقوبات عن سورية الحبيبة، لنستطيع مواجهة هذه المشكلة .. أرجوكم ارفعوا هذه العقوبات.
رسائل بالفرنسية أيضاً
أشارت مدرسة اللغة الفرنسية علا الخوري إلى أن رسائل الطلبة لم تقتصر على اللغة الإنكليزية بل كانت هناك رسائل غنية وواضحة باللغة الفرنسية لمخاطبة المجتمعات التي تتحدث اللغة الفرنسية، وكان العنوان الرئيس لها: ارفعوا العقوبات عن سورية من طلبة يافعين، في رسائل معبرة أكبر من أعمارهم، تناولوا فيها الحصار على سورية، والمعاناة التي فرضها الغرب حتى قبل الزلزال الذي أصابنا، ومن هذا المنطلق كانت رسائلهم للمطالبة برفع العقوبات لمساعدة المنكوبين وتوفر الأدوات المناسبة لإزالة آثار الزلزال، وحملت تلك الرسائل معاني كثيرة شعرت من خلال متابعتي للطلبة بوجعهم، وكأنهم يعيشون مع المتضررين من الزلزال، ويقاسمونهم التعب والمعاناة، وأمل أن يصل صوتهم المدوي عالياً للعالم الآخر الذي يدعي الحضارة والحرية.
مشاعر صادقة
مديرة المدرسة السيدة غزوة حامد عبرت عن اعتزازها بما قدمه الطلبة من مشاعر صادقة، ومشاركتهم لجميع أبناء سورية في الحزن والألم نتيجة الزلزال الذي أصاب عدداً من المحافظات.

وأضافت حامد أن كل طالب عبر بطريقته الخاصة عن الألم والوجع من خلال الرسالة التي قدمها لتصل إلى دول العالم أجمع، من أجل رفع العقوبات عن سورية، منوهين بأهمية رفع القيود عن سورية لنعيش بسلام فيكفي شعبنا ما عانى من حصار ودمار.
لقد كانت مشاعرهم صادقة، وتلقوا المساندة والمساعدة من مدرسي اللغة الإنكليزية والفرنسية في المدرسة، وأنجزنا مقاطع الفيديو المعبرة التي صورها الطلبة، وحاولنا نشرها عبر زملاء لنا وأصدقاء في جميع أنحاء العالم، في ألمانيا وهولندا وبلجيكا والسويد والولايات المتحدة الأمريكية وبأمريكا الجنوبية وفي فنزويلا والبرازيل، وكنا نطالب من معارفنا وأصدقائنا بالمساهمة في نشر تلك المقاطع على صفحاتهم ومجموعاتهم ليصل صوت هؤلاء اليافعين الذين عبروا بكل صدق وإحساس عن وجع جميع أبناء سورية.
حالة تفاعلية
أوضح مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج أن مبادرات الطلبة في مدرسة المتفوقين في مدينة جرمانا وغيرها من المدارس في ريف دمشق تعكس حالةً تفاعلية رائعة من يافعين ويافعات يدركون الضغوطات التي يتعرض لها الوطن، ولأنهم يشعرون بالألم والمسؤولية تجاه وطنهم الغالي، فقد كانت رسائلهم الصادقة النابعة من القلب، وبلغة الآخرين تخاطبهم لرفع العقوبات عن الوطن تحت عنوان« ارفعوا العقوبات عن سورية»
بدورها مديرية التربية في ريف دمشق، وبالتعاون مع إدارات تلك المدارس ستواصل مساندة الطلبة في رسائلهم تلك، وتشدّ على أيدي القائمين على تلك المبادرات، لأنها تعكس المعاني والدلالات التي يتسلح بها جيل العلم والمعرفة الذي يعّول عليه كثيراً في معارك الحياة المقبلة على أكثر من صعيد في إعادة البناء والإعمار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار