“موضة الريجيم” تقليد يهدد صحة الإنسان

تشرين- دينا عبد:
عشوائية في شراء الأدوية والعقاقير من أجل إنقاص الوزن هذا هو الحال السائد؛ فقد أصبح البحث عن حلّ سريع لفقدان الوزن هاجساً يقلق راحة الكثيرات، ممن يواصلن البحث عن أي طريقة أو دواء يساعدهن على ذلك من دون اللجوء إلى طبيب، أو حتى اتباع حمية غذائية بإشراف اختصاصية تغذية.
مواقع التواصل الاجتماعي
عن طريق المصادفة وعبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي قرأت نوال (٣٠ عاماً) عن نوع من أدوية التنحيف لفقدان 10 كيلوغرامات خلال شهر من دون حمية أو رياضة.
نوال أم لثلاثة أطفال، كغيرها من النساء اللواتي يحلمن بجسم رشيق، سارعت لشراء هذا المنتج الذي تواصلت مع مروجته عبر الموقع، لتطمئنها بأنه كبسولات عشبية آمنة وطبيعية ولا تأثيرات جانبية لها.
ولم تنكر بعض السيدات اللواتي جربن هذا المنتج نجاحه، إلّا أن الحال كان مختلفاً مع نوال التي عانت فترة طويلة من اضطراب في الهضم، فضلاً عن إسهالات شديدة وقلة “حيل”، لكن لم تنجح هذه العقاقير في إنقاص وزنها ولا كيلو واحد.
تجارب الآخرين
منى كانت إحدى مجربات أدوية التنحيف هذه لرغبتها في إنزال وزنها، من دون بذل أي مجهود، فقد تفاجأت عندما رأت صديقتها وقد خسرت ١٥ كيلوغراماً من وزنها، بعد مرور شهر نتيجة تناولها كبسولات التنحيف من دون أن تفكر إن كان ملائماً لجسمها أم لا.
العديد من الأشخاص وقعوا ضحية تجار أدوية التنحيف العشوائية، إذ بعد شرائهم هذه الأدوية الخاصة بإنزال الوزن، وذات التكلفة العالية، تتسبب هذه الأدوية بحسب د. سمير بركات اختصاصي طب الأسرة بألم في الكليتين، فضلاً عن شعور دائم بجفاف الفم وتنميل الأطراف.
حيث ينبغي أن تصرف الأدوية بموجب وصفة طبية معتمدة من طبيب مختص، خصوصاً الأدوية التي تتعلق بالتنخيف وإنقاص الوزن، لافتاً إلى أن العلاج الذي قد يناسب شخصاً ليس بالضرورة أن يناسب شخصاً آخر.

اختصاصي في طب الأسرة: أدوية التنحيف تسبب ألماً في الكليتين وشعور دائم بجفاف الفم وتنميل الأطراف

وحذر د. بركات من خطورة تناول أي نوع من أدوية التنحيف قبل إجراء تحاليل طبية كاملة مبيناً أن السمنة مرض، ويجب البحث وراء السبب وحلّه. ويلفت إلى أن ممارسة الرياضة هي الحل المثالي لفقدان الوزن.
الآثار الجانبية
بدوره الصيدلاني أمين دكاك بيّن أن خطورة شراء أدوية التنحيف تكمن في تقليد الآخرين حيث يلجأ العديد من الناس، وخاصة السيدات لأخذ الأدوية من دون الاكتراث بالآثار الجانبية، وما يمكن أن يحدثه تناولها من حساسية قد تكون قاتلة في بعض الحالات، مشدداً على ضرورة معرفة سبب السمنة أولاً قبل البحث عن طرق التخلص منها.
مشيراً إلى أنه لا يصرف أدوية من دون وصفة طبية مختومة من الطبيب أو المشفى، وذلك لأن القانون يمنع صرف أي دواء من دون وصفة طبية، باستثناء المسكنات التي لا يوجد لها أي أضرار على المريض.
ويؤكد بأن الصيدلاني هو الشخص الوحيد القادر على معرفة ودراية بالدواء المناسب للمريض، نظراً لخبرته الدوائية، فمعرفة الصيدلاني بالتركيبة الدوائية للعلاج الذي ينوي صرفه تجعله أكثر معرفة وخبرة بملاءمة هذا الدواء للمريض..
وهنا يعود د. بركات ليحذر من استسهال الناس الذهاب إلى الصيدلية وصرف الدواء من دون وصفة طبيب اختصاصي، مؤكدا أن المريض بهذا التصرف لا يوفر أبداً، وإنما قد يصاب بأمراض جديدة هو في غنى عنها.

صيدلاني: قد تكون قاتلة في بعض الحالات

وعدم اللجوء إلى شراء الأعشاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجهلنا بما تحويه من مكونات، وضرورة وجود بطاقة بيان على علبة الدواء لمعرفة مكوناتها وكيفية تناولها، حتى يتمكن الشخص الذي سيتناولها من تفادي المضاعفات التي قد تحدث عنده في حال وجود أي نوع من الحساسية ضد أي من مكونات الدواء.
فالتهاون في بيع أدوية التنحيف وتداولها بشكل عشوائي بين الناس بطرق مختلفة ومتنوعة، يشكل خطراً يهدد صحة وسلامة الكثيرين، خصوصاً تلك التي يجهل طبيعة مكوناتها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار