أُعِدت للتهريب خارج سورية.. آثار مُصادرة ومُستردّة في المتحف الوطني

تشرين-لبنى شاكر:
عَرَضت المديرية العامة للآثار والمتاحف خلال الأعوام الفائتة، مجموعاتٍ من الآثار المُصادرة والمُستردة بالتعاون مع الجهات الأمنية والإنتربول الدولي، غير أن الكشف عمّا أمكن إعادته، يمر عادةً بمراحل تبدأ بتمييز المُزيف من الحقيقي، وعلى ذلك تُجرى دراساتٌ علمية لمعرفة مكان الأثر الأول قبل تهريبه ونقله، تقول ليلى السماك أمينة متحف الآثار السورية القديمة: “ربما يُعثر على منحوتة في مكانٍ ما لكنها نُهِبت من آخر يبعد آلاف الكيلومترات”، ومن ثم يتم التنظيف في المخابر، مع أبحاثٍ دقيقة ومتخصصة تقنية وفنية تشمل مقارنة الأثر مع ما يُماثله لمعرفة منشئه وتاريخه وقيمته.
في النسخة الثالثة للمُصادرات تحت عنوان “معرض كنوز أثرية مُستردة” في المتحف الوطني في دمشق، قُدِّمت نماذج مُحددة تُغطي فترة عصور الشرق القديم من الألف الثالث حتى الألف الأول قبل الميلاد، إلى جانب العصور الكلاسيكية والإسلامية، تضمنت الأولى كما تشرح السماك في حديثٍ إلى “تشرين” نُصباً بازلتياً من العصر الآرامي، ومجموعة أختامٍ أسطوانية كانت تُقتنى من قبل الأثرياء في الألف الثالث قبل الميلاد، إضافةً إلى تماثيل لكاهنات أظهرت الدراسة الأولية لها شبهاً بأخرى مُكتشفة في موقع تل الحريري “مملكة ماري” في الألف الثاني قبل الميلاد، وفي سياقها نقودٌ فينيقية من الفضة والبرونز.
عن مجموعة المُستردات الأثرية من العصور الكلاسيكية، أضافت السماك: “عرضنا قوارير زجاجية استُخدِمت لحفظ الأدوية والعقاقير الطبية والمواد السائلة غالية الثمن، ومن ضمن المُصادرات أيضاً (حلي زجاجية، أوانٍ فخارية، سراج برونزي روماني، تعليقة تابوت من البرونز نُقِش عليها رأس أثينا)، في حين تضمنت معروضات العصور الإسلامية أواني خزفية وصمديات على هيئة طيور من الخزف الأزرق الجميل، مع مجلد وغلايين فخارية وخزفية، أما الأكثر أهمية فهي نقودٌ ذهبية فاطمية، تتجاوز أهميتها معدنها نحو الفترة التاريخية التي لا يتوفر لدى المتحف الكثير من آثارها”.
يُضاف إلى ما سبق، السرير الجنائزي الذي كان معداً للتهريب خارج سورية، ومجموعة من المنحوتات التدمرية المُرممة ضمن مشروع التدريب على منهجية الحفظ والترميم باستخدام منحوتات تدمرية، وهو جزء من مشروعٍ أوسع للتعاون الفني لبناء القدرات الطويلة الأجل للخبراء السوريين، نفذه المعهد الأثري في كاشيهارا في اليابان بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية، بدأ عام 2020 بهدف التطبيق العملي على مجموعة من المنحوتات التي دُمِرت في متحف تدمر وجُمِعت عام 2016.
تُشير السماك إلى أن النسخة الثالثة للمُستردات استحضرت شهداء المديرية العامة للآثار والمتاحف، منهم حراسٌ في مواقع أثرية استشهدوا دفاعاً عنها إضافة إلى مهندسين وخبراء وموظفين ومُرممين تجمعهم رسالة واحدة في حماية التراث السوري.
يُذكر أن المتحف الوطني استلم أكثر من ٣٥ ألف قطعة أثرية مُصادرة حسب تصريحات سابقة، فيما يُمكن زيارة معرض “الكنوز الأثرية المُستردة 3” يومياً من التاسعة صباحاً حتى الرابعة عصراً، عدا الجمعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار