غلوبال ريسيرتش: مؤسسة راند الأمريكية خططت لما يجري في أوكرانيا منذ 2019
كشف موقع غلوبال ريسيرتش الكندي أن مخطط أزمة أوكرانيا والاستراتيجية العدائية التصعيدية التي تتبعها الولايات المتحدة ضد روسيا في إطار الأزمة يعود إلى عام 2019 أي قبل بدء العملية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس بثلاث سنوات، حيث وضعت مؤسسة راند الأمريكية المعروفة للأبحاث هيكل وخطوط هذه الاستراتيجية، ورسمت معالمها.
وتعد مؤسسة راند من أقدم مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، وتضم تحت مظلتها جيشاً من 1800 باحث وخبير مجندين من 50 دولة، ويتحدثون 75 لغة، وينتشرون في مكاتب بـ 25 بلداً في أنحاء العالم، لإعداد الخطط والتحركات المستقبلية لواشنطن، بما فيها تلك المتعلقة بأوكرانيا، حيث نشرت بحثاً في الـ 21 من أيار عام 2019 حمل عنوان “كيف نهزم روسيا”، وكان بواقع الأمر مخططاً كاملاً لما سيجري من أحداث حالية في أوكرانيا، ويدفع باتجاه استراتيجية ما يسمى “إضعاف الخصم”، والتي تعتمد على أن يتحمل أعباء أكبر بهدف إضعافه.
الموقع الكندي أوضح أنه كان يتوجب على واشنطن لتنفيذ مؤامرة راند استهداف روسيا من جهة الاقتصاد الذي يعتمد على صادرات النفط والغاز، ولتحقيق هذه الغاية كان من المحتم على الولايات المتحدة أن تفرض عقوبات، وتدفع أوروبا لجهة تقليص الاعتماد على الغاز الروسي الطبيعي واستبداله بالغاز الأمريكي المسال، رغم التكلفة الباهظة التي ستتحملها القارة العجوز جراء ذلك.
وأشار الموقع إلى أنه من الناحية الأيديولوجية والمعلوماتية يقتضي مخطط “راند” إحداث اضطرابات وقلاقل داخلية وخارجية لتشويه صورة روسيا، أما من الناحية العسكرية فكان من الضروري لتطبيق المخطط العمل، بحيث تتجه أوروبا ودول حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى تكثيف حشدهم العسكري ضد موسكو.
واعتبر الموقع أن مكاسب الولايات المتحدة من هذه التحركات كثيرة والمخاطر قليلة، حيث يمكن لواشنطن أن تستثمر بالأسلحة مثل المقاتلات والصواريخ الهجومية طويلة المدى، وبتنفيذ كل هذه الخطوات فإن روسيا ستضطر وفقاً لمخطط مؤسسة راند إلى دفع ثمن باهظ.
وكجزء من المخطط توقعت مؤسسة راند عام 2019 أي قبل ثلاثة أعوام من بدء العملية الروسية الخاصة لحماية دونباس عام 2022 أن تؤدي عمليات تسليح أوكرانيا إلى إثارة حفيظة موسكو، لكن وفي الوقت ذاته حذرت المؤسسة من أن أي زيادة في التسليح الأمريكي لنظام كييف يجب أن يتم بحذر شديد، تحسباً من وقوع مواجهة كبرى مع روسيا.
الموقع الكندي أوضح أن واشنطن طبقت أجزاء المخطط في أوكرانيا، ودفعت حلفاءها للقيام بالمثل، متجاهلين تحذيرات روسيا المتكررة من أن ضخ الأسلحة والمرتزقة وتحويل أوكرانيا إلى ساحة حرب وصراع لا تريد واشنطن وضع نهاية له لن يجلب إلا الدمار والخراب لأوروبا والعالم بأسره.
وأكد الموقع أن الأوروبيين يدفعون الآن ومستقبلاً ثمناً غالياً، جراء انصياعهم للأوامر الأمريكية، واتباعهم خطا صناع القرار في واشنطن التي حولتهم إلى بيادق يمكن الاستغناء عنها بأي لحظة مقابل تنفيذ استراتيجيات واشنطن.