«عيون مخفية».. ترصد ما الذي يحدث على هاتف كل شخص منا؟
لعبت الهواتف الذكية دوراً كبيراً في حياة البشر منذ ظهورها في الأسواق، وقد تطورت هذه العلاقة مع تطور ذكاء هذه الهواتف وتحولها إلى مساعد شخصي يسهل على الناس إتمام الأمور المتعلقة بمختلف جوانب حياتهم.
وتحول الهاتف الذكي إلى جزء أساسي من حياة البشر، ليصبح هذا الجهاز الصغير كنزاً من المعلومات التي تكشف طريقة تفكيرنا ونوعية اهتماماتنا، وما الذي نبحث عنه وما نكرهه، وهذا الأمر دفع العديد من شركات التقنية، حتى الدول، إلى محاولة رصد ما الذي يحدث على هاتف كل شخص منا.
وحسب ما ذكر موقع إعلامي، يقول مختص في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: إن شركات التقنية مثل «غوغل» و«فيسبوك» وغيرهما، تقوم بالمستحيل للحصول على نوع محدد من المعلومات والبيانات، المرتبطة بالمستخدم والموجودة على هاتفه الذكي، مشيراً إلى أن هذه المعلومات بمنزلة رأسمال يتم استخدامه من قبل هذه الشركات لجني الأرباح، خصوصاً من الإعلانات، فكلما وصلت إلى كميات أكبر من المعلومات استفادت أكثر من طريقة عرضها للإعلانات.
ويشرح أن شركات التقنية لا تهمها المعلومات المتعلقة بالدردشات الخاصة بالمستخدمين، ولا تسعى إلى سرقة حساباتهم البنكية، بل هي تريد أن تعرف صفاتهم وأنماطهم السلوكية المتكررة، وما المحتوى الذي كانوا يتصفحونه، أو الشيء الذي بحثوا عنه، وما الذي تجاهلوه، وما المنشور الذي توقفوا عنده لوقت طويل، وذلك لربط هذه المعلومات بالسلوك الشرائي للمستخدمين، ما يتيح لها عرض إعلانات تتلاعب بتوجهه وتحثه على شراء منتجات معينة.
ويؤكد الخبير أن الابتعاد عن أعين الشركات ومنعها من البحث في الهواتف الذكية، أمر شبه مستحيل، وذلك لكون البرمجيات والخوارزميات التي تشغل أنظمة الهواتف، تعدّ بمنزلة “عيون مخفية” مهمتها جمع وتتبع معلومات معينة، لافتاً إلى أن منع الشركات من معرفة ما يحصل على الهاتف يحتاج إلى الانعزال كلياً عن عالم الإنترنت والعودة إلى الهواتف القديمة.