الباعة يلعبون على طمع المواطن في صيد الجائزة الكبرى.. وبورصة اليانصيب تستقر على 12 ألف ليرة
تشرين-باسمة اسماعيل:
مع اقتراب تحقيق حلم عدة أشخاص من الملايين المترقبين إعلان نتائج سحب اليانصيب اليوم بجائزته /٦٠٠/ مليون ليرة سورية، ارتفع سعر البطاقة ضعفين حيث باتت تباع بـ ١٢ ألف ليرة بينما تسعيرتها ٦ آلاف ليرة، ويرى البعض هذه الجائزة حلماً إذا ما تحقق سيكون تخلصه هو وعائلته وحتى أقاربه من براثن فقر أحاط بالكثيرين، كما ذكر لـ ” تشرين” ممن التقتهم وهم يسحبون تلك البطاقة مع تمتمات تضرعية تسبق انتقاءها.
تصيب أو تخيب
وأشار آخرون إلى أنه لم يعد أمامهم إلّا حدوث معجزات ليستطيعوا مجاراة الوضع المعيشي، لذلك يسعون وراء أي بارقة أمل، ويرون أن شراء هذه البطاقة فرصة وحلمٌ قد تصيب وقد تخيب، فلمَ لا نجرب ونحلم لبرهة من الزمن، وإذا خابت تضاف لجملة الخيبات لكنها أقل وطأة لأنها خيبة آنية.
المواطن لا يشعر بالغبن الكبير بارتفاع سعرها كارتفاع أسعار بقية السلع الأساسية لأنها لمرة واحدة
فيما ذكر آخرون أن الوهم أو السراب رغم عدمه لكنه يشعرك بالرضا أحياناً ولو لفترة قصيرة، فهم يشترون هذه البطاقة كهواية ويمنّون أنفسهم في كل مرة أنهم سيربحون وستحل لهم مشكلاتهم، وهذه المرة الجائزة مجزية وتحفز على المخاطرة بشرائها رغم ارتفاع سعرها للضعف حالياً من قبل الباعة، مبينين أن المواطن لا يشعر بالغبن الكبير بارتفاع سعرها كارتفاع أسعار بقية السلع الأساسية لأنها لمرة واحدة ويخضع شراؤها لمزاجية المشتري.
لنا الفتات
فيما قال لـ ” تشرين” بعض الباعة في الأسواق وعلى أرصفة الطرق، إن سعر البطاقة بقي حتى منتصف الشهر الماضي ما بين ٨- ٩ آلاف ليرة، وبدأ سعرها يرتفع ليصبح ١٢ ألفاً، لأن أغلبية الباعة لا يملكون رخصاً ويشترونها من أصحاب الرخص وهم مَن رفعوا سعرها علينا، ونحن لا يبقى لنا إلّا الفتات نجول من الصباح حتى المساء لأنها مصدر عيش أو رافد آخر للأغلبية.
عرض وطلب
وعزا آخرون سبب ارتفاع سعرها لأن عدد البطاقات حالياً قليلٌ وشارفت على الانتهاء، وهناك طلب عليها أكثر من الشهر الماضي، مبينين أن البطاقة مثل أي سلعة تخضع للعرض والطلب، فمنهم كثر ممن حافظ على البطاقات لمثل هذه الأيام لبيعها بسعر أعلى، وعند سؤالنا لهم ألا تخشون ألّا تباع البطاقات وتبقى معكم وتخسرون سعرها، أجابنا بعضهم بذكاء المحلل النفسي مع ضحكة العارف بخبايا النفس البشرية، لا خوف لأن في كل عام يعزف الكثير من المواطنين عن شراء البطاقة وقبل السحب بعدة أيام يستيقظ عندهم شعور حب المغامرة والمجازفة بعد مشاورات مراراً وتكراراً مع أنفسهم.
٢٠٠ ألف بطاقة
من جهته قال مدير بريد اللاذقية محمد غالية لـ ” تشرين”: إن بيع بطاقات اليانصيب لسحب رأس السنة الأول لعام ٢٠٢٣ بدأ من تاريخ ١٥ / ١١ / ٢٠٢٢ واستمر حتى ٢٠ / ١٢ / ٢٠٢٢، علماً أنه تم تخصيص المحافظة بـ (٢٠٠) ألف بطاقة بعد حسم (١١،٦٠٠) أحد عشر ألفاً وستمئة بطاقة من حصة المحافظة.
وأشار غالية إلى أن سعر مبيع البطاقة للمواطن (٦) آلاف ليرة، وأن فرع بريد اللاذقية كغيره من فروع المؤسسة يقوم ببيع هذه البطاقات للمرخصين، الذين يملكون رخصة بيع بطاقات اليانصيب وليس للمواطنين بشكل مباشر.
جائزة مجزية ومحفزة للمخاطرة رغم غلاء سعرها
وعن سؤالنا بشأن مدى الإقبال من المواطنين على هذا السحب في ظل الظروف المعيشية الصعبة والغلاء الذي نعيشه، وعن سبب ارتفاع سعرها، بيّن أنه يوجد إقبال بشكل دائم على هذا السحب، لكون عدداً كبيراً من المواطنين لا يسحب إلّا في هذه الفترة من السنة، ويبقى لديه أمل بأن يكون هو الرابح.
إلغاء أي رخصة
أما بالنسبة لارتفاع سعر البطاقة فأوضح غالية أن فرع البريد يقوم ببيع البطاقات حصراً للمرخصين، وذلك بعد حسم نسبة /١١/ بالمئة من ثمنها للمرخصين، ويتوجب عليهم بيعها بالسعر المحدد /٦/ آلاف ليرة، والبريد مستعد لإلغاء أي رخصة لمن يبيع بزيادة على السعر الحقيقي عند تقديم أي شكوى من المواطنين، مشيراً إلى أن مسؤولية مراقبة الأسعار في السوق تقع على عاتق الجهات المختصة بمراقبة الأسعار لكون هذه المادة (البطاقة) مسعرة من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.
مراقبة البائعين الثابتين
وفي السياق نفسه بيّن رئيس دائرة حماية المستهلك في اللاذقية رائد عجيب أنه تم تنظيم خمسة ضبوط خلال هذا الأسبوع، لبائعين يبيعون بسعر زائد.
وتابع قائلاً: نتمنى من المواطنين من يطلب منهم سعراً زائداً التواصل مع حماية المستهلك على الرقم /١١٩/ لإرسال دورية بشكل مباشر وفوري، أو تقديم شكوى خطية.