هل تساهم الفعاليات التجارية في تمويل الإنارة بدلاً من لعن الظلام من جديد.. «400» جهاز طاقة إنارة بديلة في حمص
تشرين – هالة الحلو:
حتى الآن ومنذ ما يقارب ست سنوات فإن الشوارع المضاءة بالطاقة الشمسية بمدينة حمص هي عشرون تقريباً (وقد تمت كلها من منظمات دولية) متضمنة محاور رئيسة ومواقع سواء في أحياء متضررة أم لا.
ورغم ذلك لا تزال محاور حيوية كثيرة وأسواق مركزية من دون إنارة بديلة عن “الكهرباء الغائبة”، مثل سوق الجاج وبعض شوارع سوق الناعورة وأسواق قديمة مثل الحشيش، الصاغة، العطارين القطايف أو الورد وسوق النسوان، علماً أن هذه الأسواق تعد مدخلاً رئيساً للحارات القديمة المجاورة لها مثل باب هود، بني السباعي، بستان الديوان، الورشة وغيرها..لكن لم يجرِ الالتفات لها بل تركز الاهتمام بشكل واضح على المنافذ الأخرى من جهة الساعة القديمة، ولو تم الاهتمام بها من حيث الإنارة فقط لضمنت عدداً لا بأس به من المتسوقين من سكان الحارات المجاورة، لكن هذا لم يحدث، وبالتالي يمكن عده من الأسباب التي لم تشجع أصحاب المحلات على العودة إلى محالهم في الأسواق القديمة واستمروا حيث هم في أسواق لم تفقد حيويتها ولا روادها مثل الدبلان، الحمراء، كرم الشامي، والحضارة وغيرها.
في سوق الصاغة الأثري لم تفتتح إلّا أربعة أو خمسة محلات فقط، أضف إلى ذلك أن المتسوقين قلة قليلة سواء من سكان حمص أم من الأرياف لذلك لا يمكن التعويل عليهم خاصة بعد صعوبة التنقلات سواء من الأرياف إلى المدينة أو ضمن المدينة نفسها.
يقول مدير الإنارة في مجلس مدينة حمص المهندس محمد بزناوي: يتركز دور المجلس بالنسبة للإنارة البديلة على تقديم الدعم من تجهيزات، آليات ويد عاملة، فهذه الإنارة من مهمة المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)الذي يستهدف الأسواق، ومفوضية اللاجئين التي تستهدف الأحياء السكنية التي دمرها الإر*هاب.
ومؤخراً قدمت مفوضية شؤون اللاجئين منحة بالتعاون مع بطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لتركيب ٤٠٠ جهاز طاقة بديلة، ويتوقع الانتهاء من هذا المشروع خلال شهر على الأكثر، مقدراً عدد المواقع والشوارع المستفيدة بحوالي عشرين شارعاً موزعاً في أحياء مختلفة وذلك بهدف كسر الوحشة وتبديد العتمة وتشجيع السكان للعودة إلى منازلهم.
وفيما يخص إنارة الأسواق القديمة عاود مدير الإنارة تأكيده على استعداد مجلس المدينة لتقديم كل المساعدات من تجهيزات وروافع وعمال، إلّا أنه لا تندرج ضمن مهامه تقديم تجهيزات الطاقة البديلة ولا حتى صيانتها وتجديد مدخراتها القديمة، فهناك من يمثل التجار مثل غرفة التجارة ولجنة الأسواق.
من جانب آخر تجدر الإشارة إلى الكثير من حوادث سرقة المدخرات التي حدثت خلال السنوات الماضية لذلك (وحسب مدير الإنارة) وتحسباً من حوادث مماثلة ونظراً لازدياد السرقات بمختلف أنواعها وأشكالها، سيتم رفع المدخرات لمسافة عالية عن الأرض.
ويجدر ذكره أيضاً أن المشروع الحالي يأتي استكمالا لأعمال سابقة مقدمة من نفس الجهة الدولية وبالتعاون مع نفس البطركية ومع مجلس المدينة حيث تم في السابق تركيب ٤٠٠ جهاز إنارة شمسية استفاد منها العديد من المحاور والمواقع الرئيسة في مختلف أحياء حمص كما ذكرنا أعلاه.