ق*س*د تواصل حصار حي غويران جنوب الحسكة
تشرين – خاص:
تواصل ميليشيا ق*س*د المرتبطة بالاحتلال الأميركي، فرض حصار جائر على حي غويران جنوب مدينة الحسكة.
وذكرت مصادر أهلية من داخل الحي طلبت عدم نشر أسمائها، أن مجموعات مسلحة من ميليشيا ق*س*د قامت بإغلاق جميع المنافذ والمعابر والطرق والجسور المؤدية إلى الحي من جميع الجهات.
كما قامت هذه المجموعات بإغلاق كل الطرق والمنافذ التي تربط الحي بوسط المدينة. ولاسيما طريق الجسر المؤدي إلى الحي. باستثناء طريق جسر البيروتي من أجل إجبار الأهالي على المرور عبر هذا الطريق فقط. وهو طريق بعيد عن الحي، الأمر الذي يضطر آلاف الطلاب والتلاميذ والعمال والموظفين والنساء وكبار السن والأطفال، في ظل الظروف الصعبة والأجواء الشتائية الباردة إلى سلوك طريق ترابي لدى الخروج من الحي نحو وسط المدينة ومن ثم العودة إليه، وذلك تحت وطأة المخاطر الجمة التي يمكن أن تنتح من سلوك هذا الطريق، أقلها الانزلاق لكونه ترابياً ومتشبعاً بمياه الأمطار، والتعرض نتيجة لذلك للكسور والرضوض.
وقال أحد سكان الحي وهو موظف في إحدى مؤسسات الدولة وسط مدينة الحسكة، إن جميع سكان حي غويران يعانون من هذا الحصار، لكن تأثيره الأكبر والأشد وطأة هو على كبار السن والنساء والأطفال.
وقال مواطن آخر من السكان: الأغلبية العظمى من سكان حي غويران من الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة، أمام انتهاكات ميليشيا ق*س*د بحق هذا الحي.
وقالت إحدى السيدات من سكان الحي: لقد أُرهِقنا من هذه المعاناة الناجمة عن حصار الحي من قبل ق*س*د. وسألت: ما هو مبرر كل هذا الإذلال الذي يمارس بحق سكان الحي، وما دواعي إغلاق الطريق الوحيد الذي يربط الحي بوسط المدينة؟.
الناشط الحقوقي ” م – ع ” من سكان الحي قال إن ميليشيا ق*س*د تمنع منذ ما يقارب العام، وتحديداً منذ اندلاع أحداث “سجن الصناعة” في الحي في 20 كانون الثاني من العام الماضي مرور المساعدات الإنسانية وإقامة المشاريع الخدمية والصحية في حي غويران جنوب الحسكة، وذلك في ظل غياب أي جهة قادرة على تلقي الشكاوى وتقديم يد العون للأهالي.
كاشفاً أن عشرات المنظمات الإنسانية العاملة فى المجال الإغاثي تقدم مساعدات متنوعة لسكان جميع أحياء وقرى ومدن وبلدات محافظة الحسكة، باستثناء سكان حي غويران جنوب مركز مدينة الحسكة، بقرار جائر من ق*س*د. حارمة بذلك هؤلاء السكان من التصنيف الإغاثي.
وأشار “م – ع” إلى أن قيادات ق*س*د تصر على اتهام سكان الحي بالتورط في الهجوم على سجن الصناعة في حي غويران في شهر كانون الثاني 2022، ولذلك تمارس عليهم كل أشكال التنكيل والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية.
مبيناً أن ق*س*د قامت بهدم كلي أو جزئي لنحو 140 مبنى في حي غويران، كانت تأوي ما لا يقل عن 147 عائلة. وأجبرت نحو 6000 عائلة من الحي على النزوح نحو وسط المدينة، خلال الفترة الواقعة بين 21 كانون الثاني و11 شباط من العام الماضي.
وعندما عاد السكان إلى الحي وجد العديد منهم منازلهم مهدمة، وأخبرهم الجيران أن عناصر من ق*س*د أقدموا على هدم ممتلكاتهم وممتلكات آخرين بالجرافات. في حين أكد عدد من السكان أنهم رأوا مركبات ثقيلة تهدم منازلهم ومنازل أشخاص آخرين.
ولفت “م – ع” إلى أن الأمم المتحدة أوضحت في بيان لها أن “تحليلها لصور الأقمار الصناعية المتعلقة بـ 40 مبنى تضررت في أحياء قريبة من سجن الصناعة في حي غويران الواقع تحت سيطرة ق*س*د كشف عن هدم بعضها بوساطة جرافات من طراز عسكري”، في حين خلص مسح أجراه نشطاء محليون في المدينة والقرى المجاورة إلى أن “العملية أسفرت عن هدم أو الإضرار بـ 140 مبنى بين 21 كانون الثاني و11 شباط من عام 2022”.
وشدد “م – ع” على أنه ينبغي على ميليشيا ق*س*د مساعدة العائلات المتضررة على إعادة بناء حياتها”، مطالباً “بالتعويض على الأشخاص الذين أصابت ق*س*د منازلهم بأضرار أو هدمتها وتقديم تعويض مالي إلى جميع المتأثرين بالهدم، ورفع الحصار الجائر عن الحي”.