المخدرات.. خطر قومي

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
ليس على هذه الأرض مجتمع خالٍ من المخدرات.. هذه (اليوتوبيا) التي أصبحت في متناول أيدي الصغار والكبار في المجتمعات العربية، والمشكلة التي جعلت منها كذلك ليست فقط اتساع انتشارها، وإنما تأثيرها الفظيع على السلوك العام للمدمنين، وكل ما يمكن أن نقوله لن يدهش أحداً، بل صار عادياً، وهنا تتضاعف الخطورة، ذلك أن هناك حالة غريبة من التآلف مع هذه المصيبة، حيث أصبح هذا (المخدّر) ممارسة روتينية، وإن ما يقال يومياً عن مخاطر ومساوىء هذا المخدر الصحية، سواء أنه يدمّر خلايا المخ، أو قد يؤدي إلى الجنون أو ربما الانتحار، أو تسببه في ارتفاع معدلات الجريمة وكل أنواع العنف، ليس هو بيت القصيد، ففي مجتمع عربي يؤمن بالقدرية تبدو تلك إنذارات بلا معنى، كما أن بيت القصيد هو حدود وملامح الحالة التي أدت إلى (المخدرات) وربما تؤدي إلى تضاعف انتشارها، وما ينتج عن ذلك من كوارث اجتماعية وإهدار للطاقات وهدم للثروات.
إن ما يدعو إلى معالجة أسباب هذا الوباء (المخدرات) من؛ “بطالة، ركود، أحلام معطلة، أزمة سكن، مشكلة الزواج، وغلاء يفوق الطاقة”، هو في تحسن الوضع الاقتصادي للمجتمعات العربية أما جامعاتنا العربية فعليها أن تفرز حلولاً عملية وعلمية بدراستهم غير النظرية لواقع تفشي المخدرات التي دخلت عقول الشباب، ولا ننسى جهود وزارات الصحة العربية الغائبة، أليس عليها أن تراجع جهودها لمكافحة الإدمان، ونتائج أعمال عياداتها والرقابة التي تفرضها على العيادات الخاصة في هذا المجال، الذي لاشك فيه أنها تبذل جهوداً في علاج المحتاجين وتنظيم العمل الصحي، ومقاومة أخطار قومية أخرى متمثلة في قدر وفير من الأمراض المزمنة، وعلى قدر تكاتف المجتمع في مواجهة (المخدر التطرفي)، فإنه عانى من عدم تنسيق ونقصان فادح في جهود حض الشباب على المشاركة في الحياة اليومية.
وهكذا بقي قطاع الشباب هائماً لا يجد أحضاناً تحتويه، أضف إلى ذلك هناك مكون أساسي آخر في حالة الفراغ، وهو أن المؤسسات الفنية والثقافية لم تستطع أن تستوعب هذا “الشرود”.
ومن هنا نحن بحاجة إلى حلول عاجلة لعشرات المشكلات الاقتصادية التي يعانيها الشباب في كل المجتمعات العربية والتي تعاني الفقر والحرمان وغلاء الأسعار والأمية والحروب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار