بؤرة إرباك وإحباط و«حرب معنويّة» في الزمن الصّعب.. كيف نتصدى للشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
تشرين – دينا عبد:
علاقة الشائعة مع مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الفترة تتأرجح بين إيجابية وسلبية، وقد يقول قائل: لماذا إيجابية؟
علم الشائعات له نظريات معينة، ويستند إلى أسس نفسية كبيرة في الإعلام والسياسة والرأي العام.
فقبل عدة أيام سمعنا شائعة مفادها أن العمليات الجراحية الباردة ستتوقف في المشافي الحكومية نتيجة نقص كمية الوقود، وسيارات الإسعاف لم تعد تنقل المرضى للسبب ذاته، وخدمة الإنترنت سوف تتوقف حتى إشعار آخر وغيرها الكثير، فما الغاية منها، هل هو ترويع المواطنين أم جمع أكبر عدد من اللايكات؟
أكاديمي: القرارات الاستراتيجية في بعض الدول تبنى على تسريب الشائعات
لسبر أغوار الرأي العام
د.مجدي الفارس علم نفس إعلامي جامعة دمشق بيّن خلال حديثه لـ(تشرين) أن البعض يعتقد أن الشائعة أمر سلبي في كثير من الأحيان، إلّا أن هناك الكثير من القرارات الاستراتيجية لبعض الدول تبنى على تسريب ما يسمى الشائعات لسبر أغوار الرأي العام، فللشائعة دور مهم في حياتنا لاتخاذ بعض القرارات، ومثلما لها دور هدام أيضاً لها دور إيجابي، لكن نحن تعودنا دائماً على أن نطلق الحملات السلبية تجاه بعض الأفكار، وعليه فإن علاقة الشائعة بمواقع التواصل الاجتماعي ( تصاعدية) فكلما انتشرت، زادت الشائعات. وبين د.الفارس أنها تكمن في نوعها ومن يروجها..ولماذا.. والتوقيت، وهذه الأبعاد هي أساس مقومات كبيرة في تأليف الشائعة.
لو حاولنا أن نطبق بعض الأمثلة أو الإسقاطات على الشائعة، وعلاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي فأقول (والكلام للدكتور الفارس): بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسائل نشر متاحة أمام الجميع الصغير والكبير، القاصي والداني، المختص وغير المختص، بدأ انتشار ما يسمى الشائعات بشكل كبير.
هناك نوع من المروجين يبني شائعة لا أساس لها من الصحة وكاذبة لإيذاء الرأي العام
أنواع الترويج
وحسب الفارس هناك من يروج الشائعة ويتمنى أن يحقق أمنيته، وهناك من يروج لخلل نفسي غايته أن يعممه على الآخرين، وهناك من يروج لشائعة قد يكون لها أساس من الصحة ومعنى ذلك ” قد يكون أساسه صادقاً أو يروج له ليأخذه إلى مكان غير الذي يتوقعه أو يتمناه”.
وهناك نوع من المروجين يبني شائعة لا أساس لها من الصحة وكاذبة لإيذاء الرأي العام، وهذه تستخدم كثيراً أثناء الحروب.
وفي سورية نعيش مرحلة حرجة جداً من الحرب التي تشن علينا من قبل الكثير من المغرضين إعلامياً وعسكرياً واقتصادياً، ولكن يبقى السؤال: هل نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الشائعات؟ لماذا لا نلاحق مطلقي الشائعات؟
الوعي الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي قليل لدرجة أننا نصدق كل ما ينشر وهذا يحتاج رفع الوعي الإعلامي في هذا المجال.
ويعتقد د.الفارس من وجهة نظره أننا في الوقت الراهن صعب جداً أن ننشر الوعي ليس في سورية فقط، بل على مستوى العالم، وذلك لأن القنوات مفتوحة أمام الجميع فالكل ينشر ويرفق الخبر بصورة أو فيديو أو أخبار قديمة وقد ينجح..
الوعي الإعلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي قليل لدرجة أننا نصدق كل ما ينشر
ودعا د. الفارس إلى ضبط عمليات التصريحات واللجوء إلى الاختصار الشديد وتوخي الحذر والدقة والموضوعية، والتوجه بشكل مباشر للموضوع الذي نريد أن نطرحه وتحديده، وعدم إطلاق تصريحات أو تعليقات أو تحليلات يفهم فيها من يتربص ويطلق الشائعات.
كيف نتخلص من الشائعة؟
يجب الرد عليها فوراً ووقف أي خبر غير صحيح، بحيث لا نقوم بتداوله- حسب الفارس- لافتاً إلى ضرورة التصدي للحسابات الوهمية التي انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، فالشائعات دائماً تخرج من لب الأزمات وهي تعد في هذه الأوقات سلاحاً غايته بث الخوف والقلق في نفوس المواطنين لذلك من الضروري الحذر، والتأكد من صحة أي معلومة قبل قراءتها أو نشرها.