«القرية الميلادية» تضيء شجرة العيد في ساحة الحطب.. وفعاليات تجارية لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة

تشرين- رحاب الإبراهيم:

لم يرغب أهالي حلب في أن يمرّ عيد الميلاد حزيناً بسبب واقع اقتصادي صعب فُرض على العاصمة الاقتصادية كغيرها من المدن الأخرى، فأرادوه بهيّاً ومملوءاً بالحب والفرح والسلام، واختاروا مكاناً له رمزيته ومكانته عند الحلبيين، المتمثل بساحة الحطب، التي تعرضت ومحيطها من الأسواق والأحياء إلى دمار كبير، بدئ بإزالته وإعادة الترميم حتى تستعيد هذه الساحة رونقها ومركزها.
مجموعة “محبي حلب” نظموا فعالية القرية الميلادية، التي انطلقت اليوم وتستمر لعشرين يوماً حتى الثامن من شهر كانون الثاني من العام القادم، حيث سيتم إضاءة مغارة وشجرة الميلاد، مع إقامة فعاليات فنية وثقافية وتجارية، وذلك من خلال إقامة قرابة 20 كشكاً تجارياً تمثل نوافد بيع لمجموعة من السيدات والشباب الراغبين في تأسيس مشاريعهم الخاصة.
السيدة صونيا كابرئيليان دليلة سياحية وعضو في لجنة سيدات الأعمال في غرفة صناعة حلب، ومن المنظمين للقرية الميلادية تحدثت عن رمزية ساحة الحطب ولماذا اختيرت لإقامة هذه الفعالية، حيث بينت أن المراد من إقامة هذه الفعالية بث روح الأمل والحياة والحب وإنعاش المدينة القديمة وإعادة الألق لمنطقة الجديدة وساحة الحطب، والتأكيد أن مدينة حلب رغم ويلات الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة قادرة على الحياة والإنتاج، مشيرة إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات تعطي دافعاً وحافزاً للأهالي والتجار لإعادة الترميم والبناء، وفعلاً نلاحظ أن  الأسواق والأحياء في منطقة جديدة – ساحة الحطب بدأت في إعادة البناء والترميم، لتعود شيئاً فشيئاً إلى مكانتها ومركزها المهم سياحياً وتجارياً، متمنية عودة الشباب الذين اضطروا إلى الهجرة، فالبلاد لا يعمرها إلا أبناؤها، فاليوم المراد نسيان المرحلة الصعبة التي مرت بها مدينة حلب والانطلاق إلى مرحلة جديدة لإعمار المدينة واقتصادها.
وقد التقت “تشرين” عدداً من المشاركين في تنظيم هذه الفعالية من الجمعيات الخيرية التي عرضت المنتجات اليدوية لبعض السيدات، إذا تؤكد هوري صلاحيات أن تنظيم القرية الميلادية في ساحة الحطب تعطي دافعاً إيجابياً وتفاؤلاً بالأيام القادمة حتى مع الواقع الصعب القائم، مشيرة إلى أن  المنتجات المعروضة في الكشك التجاري الصغير، الذي تتولى فيه عمليات التسويق والترويج هو لأمهات أنتجن منتجات حرفية يدوية في المنازل، وقد رغبن في بيع منتجاتهن بأسعار مقبولة كمصدر رزق والرغبة في تأسيس مشروع صغير بالتعاون مع بعض السيدات الأخريات.
تتفق معها كراسيا سالم فنون، التي تعرض منتجات متنوعة في النافذة التسويقية الصغيرة بالتشارك مع سيدات أخريات، بتأكيدها على أن الغاية من إقامة القرية الميلادية في ساحة الحطب إدخال الفرح إلى سكان مدينة حلب ونشر المحبة والسلام، والقول إن الميلاد رمز للفرح والخير والحب، مبينة أن مشاركة السيدات في عرض منتجاتهن في الأكشاك التجارية الموجودة في ساحة الحطب هدفه الترويج والتسويق، وذلك بعد تعرضهن للضرر خلال سنوات الحرب وخسارة أرزاقهن وبيوتهن، بالتالي تشكل هذه المشاركة فرصة لعرض منتجاتهن اليدوية، التي تمثل مشاريع صغيرة تستحق الدعم والاهتمام.
ت-صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار