متابعة الأبراج للهروب من الأزمات العاطفية اختصاصية في الصحة النفسية: الإنسان يميل لتصديق ما يدور في عقله الباطني

تشرين- دينا عبد:
كثيراً ما تدور أحاديث ونقاشات مطولة حول الأبراج وعلوم الفلك، إن كانت مجرد وهم، أم علم يستند إلى معطيات وأساسيات، فالكثير منا لا يغادر منزله قبل أن يسمع برجه الفلكي، وبعضنا يربط قراراته بما يتماشى مع توقعات طالعه التي قرأها، لدرجة أصبحت فقرة الأبراج الإذاعية الصباحية روتيناً يومياً في معظم الثقافات، وطقساً اعتيادياً يرافق بعضهم في كل دقيقة، وهناك من يرسل رسالة لخبيرة الفلك حتى تخبره فيها ماذا يخبئ له المستقبل؟ وهل هناك عريس منتظر؟ أو هناك جائزة تلوح في الأفق؟ وغير ذلك…

تمضية الوقت
حسناء الموظفة التي تعمل في “بوتيك” للملابس تنتظر بفارغ الصبر الأبراج بشكل يومي، وتصف استماعها لها من باب التسلية، وتمضية الوقت ولا مانع إن كان هناك خبر جميل يجعلها سعيدة طوال النهار، أو قد يعدل مزاجها.
وتشرح: لا أحد يعرف المجهول، إنما قد يتنبأ خبراء الأبراج عن طريق إرسال الاسم والبرج واسم الأم، ولكن تبقى تكهنات لا تقدم ولا تؤخر.
أما رضوان فهو يسمع البرج للهروب من الأزمات العاطفية التي يتعرض لها باستمرار، وبدافع التسلية وإرضاء النفس، خاصة بعد تعرضه لأزمات في العمل، وأخرى عاطفية يتوق منها لمعرفة المستقبل الذي ينتظره، لكن هذه العملية يعقبها تأثير نفسي يجعله يعتمد على ما يقال، ما يجعله يسير حياته اليومية انطلاقاً من توقعات برجه.

من باب الترفيه والاستمتاع
اختصاصية الصحة النفسية د.غنى نجاتي بينت أن الكثير من الناس ينتظرون ميعاد المتنبئ الفلكي في سهرة رأس السنة من كل عام.
وهناك من يسمع الأبراج الفلكية من باب الترفيه، والاستمتاع طالما أننا على يقين ووعي بأنه كلام عام، وليس شخصياً محدداً، وقد يكون بعيداً عن الحقيقة الواقعية، والتفسير النفسي للإقبال السائد على متابعة تفاصيل الأبراج، هو أن الناس تحب أن تصدق، أن أمراً لطيفاً قد يحدث لها هذا اليوم، وأن مفاجأة سعيدة ستكون من نصيبها، وفي ذلك شعور بالأمل وانفعال إيجابي يعطي الإنسان طاقة تدفعه للابتسامة وتوقع الأفضل؛ وكدكتورة بالصحة النفسية أجد لهذا أثراً لطيفاً وغير مؤذٍ على التكيف والنمو النفسي، أما لو اقتنع الفرد بالتنبؤات السيئة التي يخبرها برجه بها، وبدأت تأثيرات الإحباط والألم النفسي تظهر عليه، كأنه تهيأ نفسياً لتوقع الأسوأ، يصبح لمتابعة الأبراج أثر سلبي على الصحة النفسية.
وفي الحقيقة فإن الإنسان يميل لتصديق ما يعكس بعقله الباطني من صراعات لاشعورية ومشاعر وجدانية عميقة، فالحالة النفسية التي يشعر بها الفرد لحظة سماع برجه تؤثر على تفسيره لكلام المتنبئ.

ذكاء اجتماعي
وليس سراً أن الأشخاص الذين يمتهنون كتابة الأبراج الفلكية هم على مستوى عالٍ من الذكاء الاجتماعي، لأنهم يختارون عبارات عامة، وقابلة للتفسير بأكثر من منحى، وعلى أكثر من مستوى حياتي، لذلك يختارون عبارات تداعب طموح وحلم أي إنسان، وتجعلهم يشعرون بالسعادة حتى لو كان ما سمعوه سيجلب لهم الحظ السيئ، ولكن مجرد استمتاعهم بما سيخبره البرج سيشعرهم بالفرح لفترات قد تدوم أياماً طويلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية