رصد “مزاجية الطقس” مهمة خاصة بشعبية تتسع تدريجياً..  والنشاط البشري سبب تغييرات المناخ  

تشرين – رفاه نيوف: 

تشكل حالة رصد الطقس ومعرفة تفاصيله هاجساً للكثير من الناس، إن لم نقل للجميع سواء أكانوا مزارعين أم طلاباً أم للسفر وغيرها.

والأرصاد الجوية ليست عبارة عن نشرات جوية فقط، بل لها دور كبير لجميع المشاريع فلا يمكن قيام مشروع دون دراسة من قبل الأرصاد الجوية.

فهي علم يعتمد على التنبؤ القائم على معطيات علمية ومعادلات فيزيائية ورياضية ولا علاقة لعلم الجغرافيا بها كما يظن البعض، هذا ما أكده رئيس مركز تنبؤ طرطوس والمدير العام السابق للأرصاد الجوية في سورية عهد اسمندر خلال المحاضرة التي قدمها بدعوة من قصر الثقافة في بانياس بعنوان “الأرصاد الجوية… عملها وأهميتها” والطقس  المناخ.

وفي لمحة تاريخية عن مفهوم الأرصاد الجوية التي وجدت منذ وجود الإنسان على سطح الأرض مروراً باختراع تجهيزات وأدوات الأرصاد الجوية، حيث كانت أول نقطة مضيئة كما بيّن اسمندر في عهد الفيلسوف أرسطو عندما ألف رسالة بعنوان “مترولوجيا” أي علم طبقات السماء، لتتوالى الاختراعات والاكتشافات وصولاً لعام ١٩٥٠ حيث تم تشكيل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية  هي وكالة متخصصة بموضوع الطقس و المناخ الناطقة باسم الأمم المتحدة وفي عام ١٩٦٠ ظهرت التجهيزات الحديثة جداً منها الرادارات والطائرات والصواريخ وإطلاق أول قمر صناعي، ويعتبر هذا التاريخ أن الأرصاد الجوية بدأت بالاتجاه الصحيح فيما يخص التنبؤ والرصد.

والكثيرون لا يفرقون بين الطقس والمناخ، فالطقس متغير أما المناخ فهو ثابت لا يتغير.

وردّ اسمندر التغيرات المناخية على الكرة الأرضية إلى النشاط البشري الذي يطلق كميات هائلة من الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري (الصودا) التي تمتص الأشعة الصادرة عن الأرض والاحتفاظ بها ما يؤدي لارتفاع حرارة الأرض، مشيراً إلى وجود بعض النظريات التي ترد التغير المناخي إلى نشاط الشمس، ولكن جميع المراصد الجوية ولمدة ٣٠ عاماً أثبتت أن الشمس بريئة من هذه التهمة والمتهم الوحيد هو النشاط البشري.

مشيراً إلى العلاقة الوثيقة بين الجلطات المفاجئة التي كثرت في السنوات الأخيرة والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، وهذا يوثق العلاقة مابين الطقس والصحة.

والمطلوب من الجميع التكيف مع الواقع الحالي، فالتغير المناخي واقع ولا بد من اتخاذ التدابير والإجراءات المناسبة للتصدي والحدّ من آثار هذا التغير ومنها: إيجاد منظومات إنذار سريع، فالتغيرات طويلة الأمد وبدأنا نشعر بها في سورية خلال السنوات الماضية، ومنها ما حصل خلال الصيف الماضي في محافظة اللاذقية حيث ضرب تنين أو مايسمى “توريندو بحري” المدينة ووصلت سرعة الرياح ل ١٣٠ كم/سا.

والأرصاد الجوية تتجاوز الحدود الوطنية فكل ٦ ساعات يتوجه جيش من الرّاصدين نحو عشرة آلاف محطة رصد برية، يقيسون ويضعون أرقاماً مشفرة متفق عليها عالمياً ترسل إلى مراكز تجميع عالمية متفق عليها برعاية المنظمة الدولية للأرصاد الجوية عبر مواقع خاصة ثم تقوم بتوزيعها على جميع البلاد ليقوم الراصدون بدراسة هذه الشفيرة وتنزيلها على خرائط البلد الذي يتنبأ له.

ورداً على أسباب عدم دقة التنبؤات يقول اسمندر: نحن نتعامل مع الهواء على أنه غاز مثالي وهو محكوم بعلاقات فيزيائية ولكنه غاز حقيقي وليس مثالياً ، لذلك فالطقس لا يحكم بالمطلق وإن كان كذلك لما وجد مصطلح التنبؤ.

وعن مقولة أن هناك من يستطيع أن يتحكم بالطقس ويسبب الفيضانات والكوارث هنا وهناك يرد: هذا الكلام منافٍ للعلم والحقيقة، فمثلاً الاستمطار في الساحل غير ممكن وفي حال حدث ستسقط حبة البرد بحجم البيضة. والنتيجة تقول: يمكن تعديل ما هو قائم بالطقس وليس التحكم به.

وتحدث اسمندر عن عمل الأرصاد الجوية الذي تأثر نتيجة الحرب والعقوبات الاقتصادية حيث حرم من التجهيزات والبعثات الخارجية للتدريب فكان من المفترض تزويدنا بمحطة أقمار صناعية ومحطة إنذار مبكر، وقبل الحرب تم  تركيب مجموعة من المحطات الآلية وقد دُمر قسم منها، وحالياً تتم إعادة تركيب قسم منها في المناطق الآمنة وعلى الرغم من هذا استمر عمل الأرصاد الجوية على مدى سنوات الحرب وكان له الدور الكبير والإيجابي فيها، كونها إدارة تتبع لوزارة الدفاع من خلال خدمة الجيش والقوات المسلحة في القضاء على العصابات الإرهابية وخاصة في المناطق الشمالية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار