لا حس ولا خبر..!

ما يحدث في أسواقنا المحلية من ويلات ومشاكل هي من صنع غالبية تجارها، وبعضها القليل من صنع (المواطن) والجميع له نفس الأسباب والمبررات والحجج، معظمها تحت مسوغات ضغط الحاجة, وارتفاع تكاليف المعيشة، وقبلها ارتفاع مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية, وأسعار الصرف وتذبذبها، وضعف القوة الشرائية, وقبل كل ذلك شماعة الأزمة والحصار الاقتصادي التي حمل عليها تجار الأزمة ومن لف لفيفهم من أهل المسؤولية في الدوائر الحكومية والتي لها تماس مباشر مع المستهلكين، ورموا ثقل استغلالهم وتجاوزاتهم الأخلاقية قبل التجارية وأفعالها من احتكار واستغلال وتكديس للمواد والمال، مستفيدين من حاجة الناس وغياب مفعول الرقابة عليهم وتأثيرها في ضبط إيقاع الأسواق..!
إذاً المستور مكشوف، والمعلوم في خبر يهم أصحابه، أي القائمون على حماية السوق المحلية التي تحتاج في كل الأوقات إلى المحاسبة والرقابة اللصيقة، فكل يوم نسمع ضبط مستودع للمواد الغذائية، وآخر للحبوب والبقوليات والسكر والرز، ومصادرة آلاف الليترات من البنزين والمازوت، وأسطوانات كثيرة من الغاز في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن رسالة (أم الفضل) لثلاثة أشهر ويزيد، من دون أسباب ومبررات مقنعة، فهي مفقودة من مصادرها النظامية، وفي السوق السوداء متوافرة وبكثرة (أطلب ما تريد يأتيك ما تشتهي..) وكل ما ذكر يجعلنا أمام سؤال في غاية الأهمية: إذا كان ما يتم ضبطه من حماية المستهلك ومن يعاونها من الأجهزة الرقابية الأخرى بهذا الحجم، فكم هي المخالفات والاحتكارات التي لا يتم ضبطها، وتمر مرور الكرام..؟
بالتأكيد حجم السوق السوداء وما تحتويه، وما تلبيه لأهل المال وأصحاب الدخل العالي يحمل كامل الإجابة، ويقدم كل التفسيرات والتأويلات، والجهات الرقابية راضية بما يحدث، وكأن شيئاً لم يحدث، (لا حس ولا خبر) عندها مما هو متوافر في أسواق الظلمة التي لا يراها إلا أهلها وروادها، ونحن المواطنون نعاني من نقص كل ما هو متوافر، وخاصة المواد التي تدعمنا الدولة بها من مازوت وبنزين وغاز ومواد تموينية أخرى وغير ذلك كثير, وما أقوله حقيقة ولا مجاملة فيه، ولا أستطيع أن أقترح حلاً، والحل موجود لكن لا أحد يريد أن يفعله أو يأخذ به، وهو من أبسط الحلول, معادلة مخافة الله، والتصرف بأخلاق والحكمة في التجارة وتلبية حاجات الناس من دون استغلال فكل المواد متوافرة، وهي تكفي وتزيد رغم ضعف قوتنا الشرائية, فهل من مجيب أو ملبٍ لنداء المواطنين أم نبقى لا حس ولا خبر عما يغنينا ويكفينا..؟!
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار