كنان أدناوي يحرر العود من التقليد  وينال المركز الأول في مسابقته الدولية

تشرين- ميسون شباني

بنكهة من موسيقا العود ونغماته، رسم لوحة من ضياء روحه عكسها عبر أوتار العود، وهو يعزف موسيقا شرقية حلّق بها في فضاءات الفن لينال المركز الأول في مسابقة العود الدولية التي أقيمت في لبنان الشهر الماضي، حيث تمكّن الموسيقي كنان أدناوي من تحرير آلة العود من سطوته التقليدية وتطويعه في تقديم وجهة نظر جديدة في الموسيقا العربية والغربية.. حظيت المسابقة التي نظمها معهد (فيلوكاليا دار العود)، وبرعاية من وزارة الثقافة اللبنانية وبمشاركات دولية واسعة من لبنان ،فلسطين،الأردن، العراق، مصر،المغرب، إيران ،تركيا، اليونان وتونس …وغيرها، وضمت اللجنة نخبة من المختصين في الموسيقا من تركيا د.مهمت بيتماز، ومن مصر د.ممدوح الجبالي، من العراق خالد محمد علي، من المغرب د. إدريس المالومي، من سورية حسين السبسبي، من الأردن طارق الجندي، ومن لبنان شربل روحانا .

وفي حديث خاص لـ”تشرين” عن بداية مشاركته في المسابقة قال أدناوي : كان هناك إعلان من المؤسسة التي رعت الفعالية بالتقديم عبر منصات السوشيال ميديا بفيديوهات للراغبين في المشاركة، وبدأت المنافسات منذ شهر آذار الماضي بـ” 41″ عازفاً من مختلف دول العالم، ومن ثم تم الانتقال إلى المرحلة النصف نهائية بـ” 21 ” عازفاً، ومن ثم 11 عازفاً وصولاً للمرحلة النهائية التي شهدت منافسات قوية وإيقاعات موسيقية مبدعة قدمها معظم المتسابقين لأنال بعدها المركز الأول حسب تقييم اللجنة .

ارتجال وموسيقا

وعلى ماذا اعتمدت المسابقة في التقديم؟! يجيب أدناوي: إن المسابقة اعتمدت على بعض المقطوعات التي طلبت لجنة التحكيم من المتسابقين أن يعزفوها، إضافة إلى مقاطع موسيقية تتعلق بالارتجال طلبتها لجنة التحكيم كي يعرفوا الفرق بين المتسابقين من ناحية التقنيات وأسلوب العزف، وهو ما سمح بوجود فسحة كبيرة من الارتجال، وهناك مقطوعات كانت من اختيارنا ضمن البرنامج وهو ما خلق مساحة من الحرية لنا في تقديم المختلف والجديد وأعطى جمالية خاصة للموسيقا.

وعن المعايير المتبعة في التقييم أشار أدناوي إلى أن الشرط الأساسي أن تقدم الموسيقا بشكل صحيح، ويختلف العزف على العود مع استخدام الزخارف وأسلوب العزف من دولة إلى دولة، لكونه آلة شرقية وهذه تؤثر على الموسيقا التي نعزفها وعلى البرنامج المطلوب ، إضافة إلى العزف التقني الأكاديمي والارتجالات التي تميز هوية كل موسيقي عن الآخر، ولا ننسى شخصية العازف.

مشاركات دولية

وبخصوص مشاركاته الدولية وأهميتها يجيب أدناوي: في كل فترة أشارك في المسابقات الدولية ويكون البرنامج مختلفاً ، ولكن لكل مرحلة ظروفها ومستواها الفني، أعتقد أن هذه المسابقة هي الأخيرة التي سأشارك فيها بحكم التجربة والعمر وكانت ظروف العزف مختلفة، وهذه أول مسابقة يُطلب من المتسابقين تقديم ارتجالات عبر المسرح مع إيقاع ومن دون بروفة وأمام الجمهور، وبمجرد ذكر اسم الإيقاع يجب على المتسابقين أن يبدؤوا العزف، وبحكم الخبرة التي قدمتها كعازف فهذا الأمر ليس بجديد علي.

ونوّه أدناوي بأن المسابقات والبرامج الموسيقية تطورت وخرجت من النطاق العربي إلى النطاق الدولي والعالمي، ولسورية تجارب متعددة في استضافة المسابقات على هذا المستوى، ولكن لسن ماتحت الـ” 18″ سنة، وهذه المسابقة كانت لمراحل عمرية كبيرة حتى سن الـ40 ما فتح مجالاً أكبر لتواجد عازفين أكثر ومجالاً للإطلاع على الأساليب المتنوعة لكل مشارك وكانت فرصة للإطلاع على المدارس الموسيقية حول العالم، وهو ما يغني تجربتي كعازف، وربما أرى الموسيقا من منظور مختلف تقديم موسيقا عربية ببعد عالمي، وآخر تشكيلة من الأسماء العربية والدولية كانوا ضمن لجنة التحكيم ومنهم أساتذة كبار وأصحاب إنجازات على المستوى التقني والموسيقي على آلة العود.

الجدير بالذكر أنه هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها عازف العود السوري كنان أدناوي على المركز الأول لمسابقة العود الدولية في لبنان التي أقيمت مؤخراً برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، وتنظيم معهد فيلوكاليا دار العود، حيث سبق أن حاز المركز الأول في مسابقة العود عام 2009 والمركز الثاني في أيام قرطاج الموسيقية في تونس 2010.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار