كل الدروب تُعيد إلى دمشق

لا تصح الأمور وتأخذ مساراتها الطبيعية إلّا بوجود سورية دولة المقاومة والممانعة، ولا يمكن بأي حال تفكيك ما تجمعه سورية، وأثبتت المعطيات والتحركات في المنطقة هذا المعطى كقاعدة ثابتة جوهرية لا يمكن تغييرها مهما تمّ تجاوزها أو تخطيها لأسباب وتوجهات معينة، فالدرب سيُعيد الجميع إلى سورية.

على أرض سورية قررت حركة حماس تصحيح المسار وتجاوز الماضي والتطلع للمستقبل، يقيناً منها بأهمية موقع دمشق بالنسبة للمقاومة ككل وللقضية الفلسطينية بشكل خاص، وأهمية التوحد للتصدي لمسار التطبيع ونسف كل المحاولات التي تسعى لتصدير صورة الصراع مع كيان الاحتلال، على أنه صراع فلسطيني- إسرائيلي بدلاً من صراع عربي- إسرائيلي، فالقضية الفلسطينية ليست قضية شعب فقط بقدر ما هي قضية أمة تتطلب توحيد الجبهة للمواجهة، ولا تتوحد الجبهة وتكتمل إلّا بوجود سورية العقد الجامع.

رغم الحرب الشرسة على سورية وسياسة الحصار والتجويع التي تفرضها حكومات غربية ومعها الأمريكي، بقيت سورية على الدوام الحامل الأساس للقضية الفلسطينية والسند الذي لايُكسر والذي يُحسب له حساب ولا تقوم قائمة من دونه.

التغير الجوهري في موازين القوى فرض ذاته اليوم كما فرضت الاصطفافات الدولية والإقليمية ذاتها والتي باتت اليوم واضحة، ولاشك أن ذاك التغير بدأت بوادره من سورية وانتصارها على مشروع إر*ها*بي تكفيري صهيو- أمريكي استهدف المنطقة برمتها و علاقات دولها.

القضية الفلسطينية والمنطقة برمتها بحاجة لسورية قوية صامدة، ولدورها المقاوم والجامع على الدوام، مما لايُختلف عليه أن الصمود السوري أعطى دفعاً للصمود الفلسطيني وصمود جبهة المقاومة عموماً وباعتراف الجميع، وتتم ترجمة هذه الحاجة بالعودة إلى سورية وإعادة العلاقات معها عندها فقط تأخذ الأمور مسارها الطبيعي.

طالما مدت سورية يدها للجميع ودعت لتجاوز الأخطاء والاستفادة من دروس الماضي مهما كانت قاسية، فالأساس والثابت لدى قيادتها الحكيمة خدمة قضايا الأمة العادلة والمحقة والمتشابكة وهذه الخدمة لاتصح إلّا بالمصالحة والتوحد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار