هل تتكرر حادثة تلوث الآبار مع قدوم الشتاء في طرطوس..؟ إجراءات «الموارد المائية» مازالت خجولة وغير مقنعة..!

تشرين – رفاه نيوف:
يتخوف سكان القرى القريبة من مكب وادي الهدة أن تتكرر مأساة تلوث الآبار الارتوازية في أراضيهم التي يعتمدون عليها لجميع الأغراض الزراعية والمنزلية وحتى للشرب بالرشاحة الناتجة عن مكب وادي الهدة، كما حدث خلال الشتاء الماضي بعد تساقط الأمطار ، وأدى لخروج عدد من الآبار من الخدمة، ولا يقتصر هذا التخوف على سكان السهل بل يستمر عند سكان مدينة الدريكيش الذين يتساءلون بدورهم : هل اتخذت مديرية الموارد المائية إجراءاتها لحماية ينابيع منطقة الدريكيش من التلوث قبل بدء موسم الشتاء الذي أصبح على الأبواب، وذلك لحمايتها من التلوث بالعصيات البرازية، فخلال الشتاء الماضي أكدت نتائج تحليل عدد من ينابيع الدريكيش وجود تلوث أدى لالتهاب الكبد الوبائي في مدينة الدريكيش والقرى المجاورة لها وذلك بسبب شرب المياه الملوثة .
إجراءات
مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس محمد محرز يؤكد لـ(تشرين) أن المديرية اتخذت مجموعة من الإجراءات للحد من انتشار رشاحة وادي الهدة مثل نقل الرشاحة إلى منطقة بعيدة عن مصادر المياه العامة وتنفيذ وصلة صرف صحي لقرية بشبطة لنقل الصرف الصحي إلى خارج مكب النفايات، وتم التعاقد ما بين الشركة العامة للصرف الصحي وأحد متعهدي القطاع الخاص لاستثمار وادي الهدة.
مقترحات
قسم مراقبة نوعية المياه بمديرية الموارد المائية طرح العام الماضي حلولاً للتخلص الآمن وغير المكلف من رشاحة وادي الهدة لتتحول إلى مادة ذات أهمية زراعية اقتصادية بدلاً من كونها اليوم كارثية، كما أفادنا الدكتور نور الدين يوسف رئيس قسم مراقبة نوعية المياه، والذي من شأنه أن يحول هذه الرشاحة من مصدر للتلوث إلى ريع اقتصادي مهم (مخصبات زراعية) وخاصة في ظل الظروف الحالية، من خلال إنشاء منظومات معالجة طبيعية هدارات أو مساكب قصب (عدس الماء) وهي ذات تكاليف بسيطة جداً إذا ما قورنت بتكاليف محطات المعالجة، علماً بأن لكل منطقة خصوصيتها بالمعالجة حسب طبيعة المنطقة، يتابع الدكتور يوسف أنه لم يتم التجاوب مع هذه المقترحات وحالياً رشاحة وادي الهدة تصب في البحر ونعود لنؤكد ضرورة تفعيل هذا المقترح في ظل الظروف الاقتصادية التي نمر فيها.
ضرورة التعقيم
وبيّن محرز أن ينابيع الدريكيش مثل نبع بيت الوادي ونبع الهني وبمحصر المستثمرة من قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب، تقوم مؤسسة المياه بتعقيم المياه قبل ضخها ضمن شبكاتها، أما الينابيع الأخرى مثل نبع السوق ونبع عين الفوقا وغيرها من الينابيع المنتشرة في مدينة الدريكيش وجوارها فلا يجوز استخدامها للشرب مباشرة حسب توصيات منظمة الصحة العالمية التي توصي بعدم استخدام أي مصدر مائي للشرب ما لم يعقم وإن كانت نتائج التحاليل تظهر خلوه من العصيات البرازية.
حصر مواقع الاختناقات
وأشار محرز إلى أن المديرية اتخذت العديد من الإجراءات قبل حلول فصل الشتاء ومنها إجراء الصيانات اللازمة لصمامات وبوابات السدود وتجهيزها لتقوم بعملها خلال الحالات الطارئة والسدات المطرية الكبيرة.
بالإضافة إلى أن الكوادر الفنية بالمديرية قامت بحصر مواقع الاختناقات في بعض الأنهار وفي شبكات الصرف الحكومية لتعزيلها وتجهيزها لتصريف الشدات المطرية المتوقعة خلال موسم الأمطار، إذ تم إعداد خطة الصيانة السنوية لكل المصادر المائية في المحافظة من سدود وشبكات ومسيلات وتمت المباشرة بأعمال التعزيل من خلال زج كل آليات التعزيل المتاحة في المديرية لتعزيل مواقع الاختناقات، وتعزيل فتحات العبّارات منعاً لتراكم المجلوبات أمامها.
خريطة لحماية مصادر المياه من تلوث الجفت
ونظراً لتزامن دخول فصل الشتاء مع بدء عمل معاصر الزيتون فقد عملت المديرية على إعداد خريطة تتضمن المصادر المائية المستثمرة من قبل مؤسسة المياه وحرماتها وتوزيعها على كل الوحدات الإدارية في المحافظة قبل بدء موسم العصر لإلزام أصحاب المعاصر بعدم صرف مخلفات معاصر الزيتون(مياه الجفت) ضمن هذه الحرمات لحماية مصادر مياه الشرب من التلوث، وعملت المديرية على إعداد محاضر تم توقيعها من قبل الوحدات الإدارية و الإرشاديات الزراعية وممثلي البيئة ومؤسسة مياه الشرب تتضمن مجموعة من التعليمات التي يجب اتباعها للتخلص الآمن من مخلفات معاصر الزيتون والحد من وصولها إلى المياه الجوفية والسطحية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار