العمل التطوعي بداية الإعمار الحقيقية..المدينة التي تعاود الانتعاش شاهد على التكافل بلغة الوجدان السوري

تشرين – أيمن فلحوط:

عندما تتشابك الأيادي تبنى المجتمعات، ولأنها سورية، ولأنها وطن يكنى بطاقة شعبه الإيجابية، كانت الاستجابة للدعوات التي أطلقت للعمل التطوعي في مدينة داريا كبيرة، كما يشير عضو مجلس الشعب حكمت موفق العزب في حديثه لـ(تشرين)، وقد تجاوز حجم العمل الشعبي التطوعي المنفذ في المدينة حاجز الملياري ليرة، وكانت آخر هذه الأعمال المشاركة في يوم عمل تطوعي بجميع شرائح المجتمع من رجال ونساء ويافعين وشباب، وبكل الفعاليات والمؤسسات المحلية والمدنية لتنظيف الطريق الواصل بين مدينتي داريا والمعضمية، وإعادة تأهيله وصيانته، وترحيل الأنقاض من الشارع الرئيسي والطرقات الفرعية، بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات.

وكان لافتاً للعيان، وفقاً للعزب، دور المجتمع في المشاركة في إعادة تأهيل البنى التحتية، ولاسيما المدارس لدورها في إعادة السكان إلى مناطقهم

 

الأعمال المنفذة هذا العام

يحق لأبناء المدينة أن يفخروا بما قاموا به من أعمال خلال هذا العام بالتشارك مع المجتمع المحلي، والتي يعددها عضو مجلس الشعب حكمت العزب بالآتي:

إعادة تأهيل شعبة التجنيد على حساب المجتمع المحلي، وهي أول شعبة تجنيد في سورية يعاد تأهيلها بالكامل بتكلفة تقريبية 120 مليون ليرة، كما تم تأهيل مدرسة المحطة بتكلفة تقريبية 400 مليون ليرة، وإعادة تأهيل القصر العدلي بتكلفة 150 مليون ليرة، وتأهيل مديرية المصالح العقارية بتكلفة ٨٠ مليوناً، ومديرية مال داريا بتكلفة ١٠٠ مليون، وتأهيل فوج الإطفاء بتكلفة ٦٠ مليوناً، وتأهيل ست آبار مياه على الطاقة البديلة في ست مدراس، وتأمين الطاقة البديلة لكل الدوائر الحكومية على حساب المجتمع المحلي، وتأهيل مستودع الكتب المدرسية في مدرسة الحكمة، وإعادة تأهيل حديقة شارع المعضمية، وتأهيل مدرسة الدباس بتكلفة تقارب ٢٥ مليوناً، وتجهيز بناء على حساب المجتمع المحلي، وتقديمه لجمعية دمر الخيرية من أجل افتتاحه مركزاً طبياً، وترحيل كل الأنقاض الموجودة في بناء المالية الجديد والمصرف الصناعي والزراعي، وتم تأمين سيارة ضاغطة للنفايات تكلفتها أكثر من ٢٢ ألف يورو (بتبرع من ألمانيا ) تم استلامها، كما تم صرف أجور نقل المدرسين على حساب المجتمع المحلي.

وتأهيل دوار الباسل بتكلفة 30 مليوناً، ودوار الزيتونة بتكلفة 10 ملايين، ومشروع تعبيد طريق الفصول بتكلفة 15 مليوناً، وصيانة أرصفة بتكلفة 5 ملايين، وتركيب أجهزة إنارة في أغلب الشوارع بتكلفة 15 مليون ليرة، وتأهيل الفرن الآلي بتكلفة 15 مليوناً، وتركس كبير لتخديم المدينة بتكلفة 100 مليون، وآلة لرش الحشرات 15 مليوناً، وكمبريسة حفر هواء 25 مليون ليرة، وجهاز مرش ضبابي 15 مليون ليرة.

نعمرها بسواعدنا

“نحن مستعدون نرجع ونعمرها بسواعدنا” كان قرار أهالي مدينة داريا، بدلاً من حالة الانتظار لتأمين الإمكانات، لإعادة البنى التحتية للمدينة، والخدمات الأساسية التي دمرها الإر*ها*بيون قبل عام 2018، وبالفعل كان تعاضد الأهالي ومساندتهم ومساعدتهم في العمل، أكبر من الوصف قولاً وفعلاً، مجسدين مقولة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد: ” الأمل بالعمل”

هذا ما عبّر عنه رئيس مجلس مدينة داريا بلسان أهالي المدينة المحامي مروان عبيد في حديثه لـ(تشرين)، ومضيفاً: انطلق الأهالي في البداية للعمل على تنظيف الشوارع، وترحيل الأنقاض على نفقتهم الخاصة، من خلال تقديم الآليات من ( تركس وجرارات وغيرها من الآليات) في المساعدة لترحيل الأنقاض.

المباني الحكومية

وكان الحرص من قبل الأهالي والتكاتف لعودة جميع المرافق العامة من الدوائر الحكومية، لأنها تسهم في حركة المجتمع وتشجع الناس على العود للمدينة، وتجسد هذا التعاون بتقديم كل جهد ممكن من جميع أفراد المدينة، ولم تقف المسألة على الأغنياء فقط، بل ساهم الفقراء أيضاً بما هو متوافر لديهم من جهد ومشورة لتحقيق الأماني والطموحات.

من هذا المنطلق كان الحرص الكبير والتركيز على عودة المباني الحكومية وتأهيلها بشكل كامل، وخاصة المدارس، واستقدام محولات كهرباء على نفقة أهالي المدينة، وتم حفر آبار للمياه، وللصرف الصحي، وذلك في إطار تأكيد أهالي المدينة على غيرتهم على الوطن، وتقديم الصورة الحقيقية لأبناء المدينة، المغايرة لما كان يصوره الإر*ها*بيون من خلال فئة قليلة تم تضليلها من قبل الإر*ها*بيين قبل تحرير المدينة.

حتى هذه الفئة المضللة عادت إلى رشدها، وخاصة بعد مكرمة السيد الرئيس والقرارات التاريخية، وخاصة القانون 19 المتعلق بقضايا الإر*ه*اب، وهو سابقة تاريخية على مستوى العالم بشموليته للعفو، ما دفع الناس للمطالبة برد الجميل، وبالفعل كان الناس على قدر المسؤولية في المدينة، لتعود المدينة كما كانت آمنة.

تعاون أصحاب المهن

أمين أحمد فتاش أحد رجال الأعمال المساهمين مع أكثر من 15 من رجال الأعمال كانت لهم الأيادي البيضاء، مع بقية أبناء المدينة في إعادة الحياة لها، يرى أن إقبال الناس على العمل الخيري والتطوعي كان لافتاً و حماسهم تجاه مدينتهم، ولذلك أي عمل إيجابي يخدم المدينة كان الناس يتسابقون عليه، ويقف الجميع معه ويساندونه، نظراً للفائدة العامة التي يحققها هذا الأمر باتجاه مدينتهم التي عاشوا فيها منذ زمن طويل.

يضيف فتاش : كنا حين نتوجه لأصحاب المهن المتعددة لإنجاز أي عمل في نطاق عملية الترميم للمباني الحكومية والمدارس وغيرها من المنشآت، كانوا يكتفون بالحصول على ربع القيم المادية للتكاليف تجاه تلك الأعمال المنفذة، من بناء وبلاط وطينة ونوافذ وأبواب ودهان وغيرها من الأعمال.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار