معرضٌ رقمي تفاعلي للوحات فسيفساء سوريّة يحتضنه المتحفُ الوطني في دمشق

تشرين-سناء هاشم:

تحت عنوان «لا تزال سورية مصدر الفنون» يستضيف المتحف الوطني في دمشق، معرضاً رقمياً تفاعلياً للوحات فسيفساء سورية.. ويهدف هذا المعرض الرقمي التفاعلي إلى إطلاع السوريين والعالم على كنوز الحضارة السورية التي تعد قيمة إنسانية لكل شعوب الأرض، وبذلك، فإن هناك أكثر من ٣٦٥ قطعة فسيفساء معروضة في متاحف سورية ( معرة النعمان ومتحف حماة) والتي سجلت حضورها في المعرض الذي يستمر حتى يوم الأحد القادم.

يُشار إلى أن تلك القطع الأثرية موصّفة وموثقة ومصورة بدقة عالية على شاشات عرض ثابتة وعبر خريطة للجمهورية العربية السورية، إذ يستطيع الزائر أن يجول على هذه الخريطة وعند الضغط على أي موقع أو مدينة تظهر الفسيفساء المكتشفة في هذا المكان.. كما أنه إلى جانب ذلك توجد شاشات عرض ثابتة تعرض لقاءات مع بعض الخبراء السوريين وغير السوريين يقدمون عرضاً عن أهمية الفسيفساء السورية وأهمية المنطقة خلال الفترة البيزنطية، إضافة إلى عرض أفلام قصيرة تروي أعمال الترميم والتوثيق خلال فترات الحرب الإرهابية على سورية.

ا وكان المعرض الذي تستضيفه «القاعة الشامية» في المتحف الوطني بدمشق، ثمرة تعاون و جهود حثيثة استمرت منذ عام ٢٠٠٤ حتى ٢٠٠٨ بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والمركز الأوروبي للصروح البيزنطية وما بعد البيزنطية، إضافة إلى قسم الآثار في جامعة دمشق.

من جهته، يذكر المدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض في تصريح لـ«تشرين» أن: «سورية لاتزال مصدر الفنون» بشكل استثنائي، إذ أول مرة يقام معرض في سورية باستخدام هذه التقنيات الحديثة للتعريف وتسليط الضوء على التراث الثقافي السوري».

ولفت عوض إلى أن التعاون مع المركز الأوروبي للآثار البيزنطية وماقبل البيزنطية في اليونان مهم جداً خصوصاً أن لديه خبرات عالية في ترميم الأبنية البيزنطية ولاسيما الكنائس منها وأيضاً في دراسة وترميم الفسيفساء.. وبيّن المدير العام للآثار والمتاحف أن ثمة آفاق تعاونٍ مستقبلي مع المركز الأوروبي للصروح البيزنطية تتعلق بالصيانة والدراسة ولا سيما أن قطعاً كثيرة من الفسيفساء تعرضت للضرر خلال الحرب، إضافة إلى تدريب الكوادر الوطنية ورفع خبراتها في ترميم الموزاييك.

الجدير ذكره أن الجهود التي بذلت سنوات لإقامة هذا المعرض كانت قيمة توثيقية متميزة، واستطاعت من خلالها مديرية الآثار والمتاحف والمركز الأوروبي للصروح البيزنطية وما بعد البيزنطية وجامعة دمشق توثيق صور لقطع فسيفسائية من التراث الإنساني العالمي وموجودة على امتداد الجغرافيا السورية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار