مهلة للمتهربين من الـ “جي بي إس” في اللاذقية.. أزمة النقل تتفاقم.. والخيِّر يحمّل”سادكوب” المسؤولية 

تشرين- صفاء إسماعيل: 

بالرغم من تسجيل عدد كبير من السرافيس العاملة ضمن محافظة اللاذقية على أجهزة تتبع حركة الآليات “جي بي إس”، إلّا أن تركيب هذه الأجهزة لا يزال متعثراً بانتظار الشركة التي ستقوم بهذه المهمة، في حين تخيّم مشاهد الازدحام على السيناريو اليومي المعتاد لـ(طوابير) طويلة في كراجات المدن، وعلى جوانب الطرقات في القرى.

مهلة تليها مهلة تمنحها المحافظة لأصحاب السرافيس المتخلّفة عن التسجيل، آخرها مهلة وصفت بالفرصة الأخيرة ستنتهي بنهاية الدوام الرسمي الخميس القادم، فيما يقبض المواطنون على أمنيات برّاقة بأن تحل أزمة النقل المستعصية في المحافظة قبل حلول الشتاء.

“يا فرحة ما تمت”

“يا فرحة ما تمت”، بهذه العبارة تلخص ريم -طالبة جامعية- واقع حالها وحال معظم المواطنين الذين توسّموا خيراً من تركيب جهاز التتبّع “جي بي إس” لضبط التزام السرافيس على خطوطها وعدم مخالفتها بالتسرب عنها، إذ قالت لـ”تشرين”: منذ ساعة ونحن ننتظر سرفيساً يقلّنا إلى جبلة، لكن مجيء سرفيس كل نصف ساعة مع توافد المواطنين باستمرار إلى الكراج يجعل فرصة الظفر بمقعد شبه مستحيلة، خاصة في ظل الهجوم والتدافع على السرفيس قبل وقوفه، وبالرغم من جلوس أربعة أشخاص في الصف الواحد.

وأضافت: رغم البدء بإجراءات التسجيل قبل بداية الدوام الجامعي، إلّا أنه بدأ الدوام وعادت معاناتنا اليومية مع وسائل المواصلات، في الوقت الذي لا يزال أصحاب سرافيس يتخلفون عن التسجيل، والمحافظة تمنحهم مُهلاً جديدة.

من جهته، قال نادر علي “موظف”: منذ نحو شهرين ونحن نسمع عن تركيب جهاز “جي بي إس” لضبط السرافيس، لكن واقع الحال لم يتغير، والأجهزة لم تركب بعد، فما زلنا نعاني من الازدحام بسبب قلة السرافيس العاملة على الخطوط، وخاصة خط سير اللاذقية- جبلة، مع العلم أنه تم بدء التسجيل بهذا الخط باعتباره من أكبر خطوط النقل في المحافظة، وأكثرها ازدحاماً.

بدوره، أعرب فراس حمدان “موظف” عن أمله في أن يتم تركيب أجهزة التتبع قبل حلول الشتاء فعلياً، وأن تكون ذات جدوى وألّا يستطيع السائقون إيجاد طريقة للتلاعب بها، مضيفاً: أغلبية السرافيس غير ملتزمة بخطوطها، وكأن أصحابها يحاولون قدر الإمكان الاستفادة قبل تركيب الأجهزة.

ليس حلاً

قال صاحب سرفيس يعمل على خط جبلة – اللاذقية لـ”تشرين”: سجلت في مديرية النقل، واستكملت جميع الأوراق المطلوبة بعد أن قدمت إشعاراً بدفع ثمن الجهاز للمصرف، لكن لم يتم تركيب جهاز “جي بي إس”، مبيناً أن تحسن واقع النقل ليس محكوماً فقط بتركيب جهاز التتبّع كما يظن الكثيرون، وإنما بزيادة مخصصات السرافيس من المازوت، مدللاً بأن الكمية التي يحصل عليها لا تكفي حتى منتصف النهار.

الرأي نفسه، شاطره إياه سائق آخر أشار إلى مشكلة تخفيض مخصصات المازوت خلال العطل والأعياد، والتي تجعل من السرافيس لا تعمل سوى “سفرة أو اثنتين” حتى بعد تركيب جهاز التتبع، وخاصة إذا كان السائق يسكن في الريف.

مهلة أخيرة.. وأعذر من أنذر

مدير النقل المهندس محمد ديب بيّن لـ”تشرين” أنه تم إعطاء أصحاب السرافيس العاملة ضمن اللاذقية وباتجاه ريف اللاذقية والمحافظات، بالإضافة للسرافيس العاملة ضمن القرداحة والحفة، مهلة حتى 13 تشرين الأول الجاري، ليسجلوا على جهاز تتبع حركة الآليات “جي بي إس” ودفع الإيصالات الخاصة به للمصرف المركزي.

وبعد منح المحافظة، في وقت سابق، مهلاً عدة لأصحاب السرافيس المتخلّفين عن التسجيل على جهاز التتبّع، أكد ديب أن هذه هي المهلة الأخيرة، تحت طائلة إيقاف مخصصات السرافيس العاملة على هذه الخطوط، إذا لم يلتزم المتخلفون بالمواعيد المحددة للتسجيل والحصول على الجهاز.

وبيّن ديب أن المديرية فتحت باب التسجيل على الجهاز للسرافيس والباصات والبولمانات وشبه البولمانات العاملة على خطوط جبلة- دمشق، وجبلة – حلب ولمدة أسبوع واحد فقط.

وأضاف ديب: باعتبار أنه يوجد في جبلة نحو 600 سرفيس باتجاه الريف، والمحافظات، ستقوم اللجنة المؤلفة من مندوبين عن كل من مديرية النقل، التجارة الداخلية وحماية المستهلك، سادكوب، فرع المرور، الأمانة العامة للمحافظة، بالتوجه إلى جبلة الأسبوع القادم لاستقبال طلبات أصحاب السرافيس للتسجيل على جهاز “جي بي إس” وذلك للتخفيف عنهم عناء الذهاب إلى مدينة اللاذقية.

وأشار ديب إلى أنه بعد قيام جميع أصحاب السرافيس العاملة في المحافظة بالتسجيل على جهاز التتبّع واستكمال الأوراق، فإنه يتم رفع القوائم إلى فرع “سادكوب” ليتم تركيب الأجهزة ومعايرتها.

وأكد ديب أن كل صاحب سرفيس سجل على جهاز التتبع “جي بي إس” لدى مديرية النقل، و لم يحضر الإشعار البنكي، فإنه يعد غير مسجّل، لأن أوراقه تعد غير مستكملة لعدم وجود رقم الإشعار المصرفي وتاريخه.

وإذ لفت ديب إلى تسجيل 2450 سرفيساً، فإنه أوضح أن هناك 400 سرفيس متخلف عن التسجيل حتى تاريخه، مستدركاً: النسبة الكبيرة سجلت على الجهاز وبلغت 90% من إجمالي السرافيس الموجودة في اللاذقية.

“سادكوب” مسؤولة

لم تتوافق تصريحات مدير النقل، مع تأكيد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل الدكتور مالك الخيّر ، لـ “تشرين” أنه ليس من الملزم أن ننتظر للانتهاء من تسجيل جميع السرافيس العاملة ضمن اللاذقية، حتى تتم المباشرة بتركيب الأجهزة من قبل الشركة التي ستقوم بالتركيب.

وحمّل الخيّر، فرع “سادكوب” المسؤولية وراء التأخر في تركيب الأجهزة، شارحاً إنه تم التعاقد مع شركة لتركيب الأجهزة مقرها دمشق، ومن المفترض أن يكون تم البدء بتركيب الأجهزة منذ أكثر من 15 يوماً، خاصة بعد أن تم تسجيل أغلبية السرافيس، وخاصة العاملة على خط اللاذقية- جبلة، اللاذقية- القرداحة، باعتبارهما أكبر خطوط النقل في المحافظة ويضمان العدد الأكبر من “السرافيس” ويتسبب تسربها اختناقات وازدحامات في حركة النقل.

وأضاف الخيّر: لم يأتِ أحد من الشركة لتركيب الأجهزة، وقد تأخرنا بتركيبها، بالرغم من حرصنا على أن نكون السباقين بذلك على مستوى المحافظات، وحل مشكلة الازدحامات، وخاصة أنه كان يجب تطبيق التجربة على خطي اللاذقية جبلة والقرداحة، لتشمل كل خطوط النقل بالمحافظة وباصات النقل الداخلي والبولمانات بين المحافظات.

وتابع: سيكون واقع النقل جيداً بعد تركيب أجهزة “جي بي إس”، حيث سيتم ضبط عمل السرافيس والتزامها بخطوطها وعدم التلاعب بمخصصات المازوت، مستنداً في توقعاته إلى نجاح تطبيق “جي بي إس” في دمشق وتحسن واقع النقل بشكل ملحوظ.

وبيّن الخيّر أن الأجهزة الخاصة بالتتبع جاهزة، وثمن الجهاز 350 ألف ليرة يدفعها صاحب السرفيس مع رسم شهري بمقدار 2500 ليرة سورية، وهو مرتبط مع بطاقة الوقود الخاصة بصاحب السرفيس فإن لم يعمل بعد تعبئة مخصصاته لا يمكنه تعبئتها في اليوم التالي، وهذا الأمر يضبط عملية سرقة مخصصات مادة المازوت، كما يمكن تحديد طول المسافة التي قطعها السرفيس والكميات المصروفة من المحروقات، وتسجيل كل الملاحظات خلال تنقله على الخط المحدد له.

وعن المخاوف من التلاعب بالجهاز، أكد الخيّر أن الجهاز غير قابل للفك أو النقل من مركبة إلى أخرى، يتم ربطه بمخدم اتصالات لا يتأثر بانقطاعات الشبكة ليبقى مفعّلاً، كما يتم ربطه إلكترونياً بشركة تكامل لمعرفة كمية الوقود المستهلكة.

“سادكوب” تنفي

من جهته، نفى مدير فرع “سادكوب” سنان بدور لـ”تشرين” أي تأخير في عملية تركيب أجهزة التتبّع “جي بي إس” للسرافيس المسجلة لدى مديرية النقل، مبيناً أنه تم إرسال القوائم التي وصلت إليهم من مديرية النقل إلى وزارة النفط، بانتظار الشركة المنفذة لتقوم بتركيب الأجهزة.

وأشار بدور إلى أنه سيتم البدء بتركيب أجهزة التتبّع ومعايرتها بدءاً بخطي اللاذقية- جبلة، اللاذقية- القرداحة، مضيفاً: من المتوقع أن يأتي مندوبون عن الشركة خلال أسبوع والاجتماع مع اللجنة المعنية في المحافظة للبدء بإجراءات التركيب.

عقوبات مشددة

بدوره، قال رئيس فرع مرور اللاذقية العميد بسام سعود لـ”تشرين”: بعد تفعيل جهاز التتبع “جي بي إس”، إذا انحرفت أي آلية عن مسارها، فإنه تتم القراءة على الجهاز أنه خارج الخط، وعليه يتم تطبيق الإجراءات المشددة التي تم الاتفاق عليها من قبل اللجنة المعنية في المحافظة.

وأكد سعود أنه بعد الانتهاء من عمليات تركيب الأجهزة لجميع السرافيس العاملة في المحافظة سيتم إنشاء غرفة عمليات تختص بمراقبة وتتّبع المركبات عبر جهاز “جي بي إس”، حيث يتم رصد الإحداثيات الأرضية المختلفة لسير المركبة وتحديد موقعها أينما كانت، والتعرف على المركبة وخوادم أنظمة التتبع بشكل مستمر ويتم تعقبها وكيفية القيادة، مضيفاً: في حال مخالفة أي مركبة يتم إيقاف بطاقة للوقود العائدة لها، وعليه نقوم بتوقيف السائق وتقديمه للقضاء، مع حجز المركبة لمدة أسبوع ودفع غرامة مقدارها 35 ألف ليرة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار