٥٠٠ مدرسة موزعة على كل المحافظات.. التعليم الريفي حلقة أولى «خجولة» في إنعاش الزراعة

تشرين- دينا عبد:
بدأ التعليم الريفي عام ١٩٤٨ في بعض المناطق الريفية في سورية، ليتم بعد ذلك تعميمه على كافة المحافظات بالمرسوم رقم ١٥٢٤ لعام ١٩٥٤.
وتتوزع المدارس الريفية في القطر بمعدل ٣٠ إلى ٤٠ مدرسة ريفية في كل محافظة أي ما يقارب ٥٠٠ مدرسة ضمن المناطق الريفية القريبة أو البعيدة من المدن، ويوجد بعض المدارس الريفية ضمن حدود المدن، أو قريبة من حدود المدن.
ويشرح مدير التعليم الريفي في وزارة التربية بسام الحصني أهمية المرسوم 1524، الذي نصّ في المادة الأولى منه على أن غاية التعليم الريفي النهوض بالريف، وإعداد أبناء القرى والمدن الريفية إعداداً صالحاً يجعلهم مواطنين منتجين محبين للأرض والحياة الريفية.
وحدد المرسوم أهداف التعليم الريفي بربط المدرسة بالمجتمع والبيئة، وغرس قيم حب الأرض في نفوس الناشئة من أبناء الريف، وتوعية أبناء الريف بأهمية مكونات البيئة الطبيعية وأساليب الحفاظ على البيئة وحمايتها.
وتزويد أبناء الريف بالمعارف العلمية في المجالات الزراعية المختلفة، وتوجيه أبناء الريف توجيهاً صحيحاً للاستفادة من الموارد المتاحة في الريف، ثم إكساب المتعلمين المهارات المتعلقة بالنشاطات الزراعية الريفية، وتمكينهم من إنجاز أعمال مفيدة في حياتهم، إضافة إلى ترسيخ حب العمل وروح التعاون بين المتعلمين وجعلهم منتجين فاعلين في المجتمع.

حلقة أولى في التعلم
فالمدرسة الريفية هي مدرسة حلقة أولى تعلم مادة التربية الزراعية بمعدل ثلاث حصص أسبوعية ضمن الخطة الدرسية، بالإضافة لبقية المواد، وبيّن الحصني بأن التعليم الريفي ينحصر في الحلقة الأولى، وبالتحديد في صفوف الرابع والخامس والسادس للذكور والإناث، ولا يوجد حتى الآن استمرار للتعليم الريفي للحلقة الثانية.
ويرى مدير التعليم الريفي، أن ثمة مناهج متكاملة إذ يتناول منهاج التربية الريفية أو التربية الزراعية خمسة محاور رئيسة، وهي محور التربة الزراعية، المياه الصالحة للزراعة، النبات أو المزروعات، تربية الحيوانات، الإرشاد الزراعي والتسويق.
موضحاً: كل محور من المحاور السابقة له درس على الأقل في مادة التربية الزراعية في صفوف الرابع والخامس والسادس، فمحور النبات -حسب مدير التعليم الريفي- يتناول زراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة، والخضار والمحاصيل ونباتات الزينة، وبعض طرق حفظ المنتجات الزراعية و الصناعات الزراعية، كصناعة الخل والمربيات.
أما محور تربية الحيوانات فيتناول تربية الدجاج والأرانب والحمام، والأغنام والماعز والأبقار، وتربية النحل ودودة الحرير، وأهم طرق الاستفادة من المنتجات الحيوانية كتحضير اللبن وصناعة الجبن وغير ذلك.
أما محور التربة الزراعية فيتناول أهمية التربة الزراعية والحفاظ عليها لتبقى منتجة على مدار العام. وتناول محور المياه أهميتها في الزراعة وكيفية استغلالها بالشكل الأمثل.
فيما تناول محور الإرشاد الزراعي والتسويق موضوعات عن أهمية الوحدة الإرشادية، وأهمية الإرشاد الزراعي في الريف، وبعض الأعمال والإجراءات الضرورية للتسويق الزراعي.
لا توجد شهادات متخصصة
وبيّن بأنه لا توجد شهادة خاصة بالمدرسين الذين يعملون في المدارس الريفية، لأنها كبقية مدارس الحلقة الأولى ينطبق عليها ما ينطبق على مدارس الحلقة الأولى في القطر، ولا يوجد حالياً معلم مختص بتدريس التربية الزراعية، ومعلم الصف هو معلم مادة التربية الزراعية ضمن الملاك، وفي حال عدم توفره يمكن الاستعانة من خارج الملاك بمدرسة باختصاص معهد زراعي أو أي اختصاص مناسب.
تساهم وزارة التربية من خلال التعليم الريفي في التنمية الزراعية، والتنمية الزراعية هي جزء من التنمية الشاملة. فمناهج التعليم الريفي تتضمن أهدافاً تربوية ومفاهيم علمية تسهم في تطوير البيئة الريفية، ليدرك المتعلم من خلال هذه المناهج أهمية الزراعة، وأهمية الموارد المتاحة في الريف والاستثمار الأمثل والأفضل لهذه الموارد، وتطوير أساليب الزراعة، وتحسين البيئة المحلية والنهوض بالريف.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار