لصوص العصر

ما إن بدأت عصاباتها الإر*ها*بية بالانهيار والهزيمة في سورية حتى باشرت الولايات المتحدة الأميركية راعي الإر*ه*اب الأول في المنطقة والعالم على الفور بعمليات نهب وسرقة علنية وعلى الملأ لخيرات سورية ومواردها من قمح ونفط وغاز، وراحت تدّعي وتزعم من دون خجل أو حياء أنها مستمرة في وجودها على الأراضي السورية من أجل مكافحة الإر*ه*اب مع إن القاصي والداني يعلم أنها هي التي دفعت بالمجاميع المسلحة المجرمة إلى داخل سورية لتعيث قتلاً وتخريباً وتدميراً لمؤسسات الدولة السورية تنفيذاً لمشروعها الإر*ه*ابي الذي لم يعد خافياً على أحد في الدنيا.
من يصدق واشنطن أنها ليست بحاجة إلى النفط السوري، مع إنه يكاد لايمر يوم إلّا وتعبر عشرات الصهاريج الأمريكية المحملة بالنفط السوري إلى العراق على مرأى من العالم كله وأي أكاذيب تطلقها واشنطن حول حقوق الإنسان وهي التي طالت عقوباتها المواطن السوري، ليس الغذاء فحسب بل حتى حبة الدواء، ومنذ أكثر من عشر سنوات، ناهيك بسرقة نفطه وحرمانه من الكهرباء والوقود في عزّ الشتاء القارس، وهي التي تزعم بأنها تريد حلّاً للأزمة في سورية بينما عطلت الحلول كلها على مدى عمر هذه الأزمة بغية إطالة أمدها إلى أطول فترة ممكنة.
دولة تدعي المدنية والحضارة وأنها تتزعم العالم في الدفاع عن حقوق الإنسان وهي التي تقف على سجل أسود من الحروب وقتل الملايين ليس فقط بأنها الدولة الوحيدة حتى الآن التي استعملت القنبلة الذرية وقتلت مئات الآلاف في هيروشيما وناغازاكي وإنما شنت عشرات الحروب بعد الحرب العالمية الثانية وأزهقت أرواح عشرات الملايين من البشر، وعندما تتبجح الإدارات الأمريكية عن حقوق الإنسان يكفي التذكير أنها لم تقف يوماً إلّا مع الحكومات والأنظمة التي تضطهد الإنسان والمثال الحي المستمر هو وقوفها الباطل مع الكيان الصهيوني العنصري ودعم جرائمه ضد الشعب الفلسطيني ونكران أي حق من حقوقه.
وعندما يواصل حكام واشنطن نهب الثروات السورية ويكذبون على العالم بأن قواتهم باقية في سورية من أجل محاربة الإر*ه*اب فهذا أكبر دجل تمارسه دولة تدّعي القيم الأخلاقية وتريد أن تبقى زعيمة العالم بلا منازع، وهي بهذا تفضح نفسها بنفسها وتنتهك أبسط المبادئ وتثبت أنهم لصوص العصر، كما أوضحت وزارة الخارجية السورية في بياناتها المتواترة، أن حقوق سورية في مواردها وثروتها التي تنهبها الولايات المتحدة لا يمكن إغفالها وستعود إليها عيناً أو تعويضاً مهما امتد الزمن وهي غير قابلة للتقادم، وسورية لن تمل من المطالبة بها عبر الأمم المتحدة رغم عجز هذه المنظمة وارتهانها لواشنطن ولن تبقى الولايات المتحدة القوة التي تسرق وتنهب ثروات الشعوب من دون مساءلة أو حساب، فموازين القوة تعمل لغير صالحها كل يوم ومعادلة القطب الأوحد على طريق الأفول ولن تعود.
tu.saqr@gmall.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار