الضغوط الفاشلة..

ليست المرة الأولى التي تمارس فيها الولايات المتحدة الأمريكية أقصى الضغوط على إيران، فعلى مدى أكثر من أربعة عقود لم تتوقف العقوبات ولا الضغوط على إيران يوماً واحداً، وفي الآونة الأخيرة دفعت واشنطن على المكشوف وبشكل علني بأخبث أدوات تآمرها وأقوى أوراقها للضغط على القيادة الإيرانية من خلال تحريكها لإحداث اضطرابات، وقلاقل في الداخل الإيراني مستغلة حادثة الفتاة مهسا أميني وأشعلت معها حملات إعلامية جندت لها مئات القنوات الفضائية للتضليل والتهويل ونشر الأكاذيب عن الأوضاع في إيران وكأن الثورة الإيرانية التي هزمت كل التحديات طوال قرابة الخمسين عاماً في طريقها إلى الانهيار التام .
لقد جاءت هذه الأحداث بعد أن وصلت محادثات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني إلى طريق مسدود ورفض إيران الشروط التي تريد أن تفرضها واشنطن عليها من خلال هذه العودة، ولما لم تنجح إدارة بايدن في فرض شروطها على إيران وفشلت في ذلك فشلاً ذريعاً من خلال مفاوضات العودة عمدت على الفور إلى تحريك أدواتها لخلق الفتن ونشرها في الداخل الإيراني بهدف ليّ ذراع القيادة الإيرانية وإجبارها من خلال محاولات زعزعة الاستقرار الداخلي على قبول الشروط الأمريكية في الاتفاق النووي ووضع العراقيل أمام التقدم والتطور العلمي الذي تواصله الثورة الإيرانية بخطا حثيثة، حيث شكلت إنجازات الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المبهرة في مختلف المجالات العلمية والصناعية والعسكرية،عامل قلق دائم لواشنطن .
وكانت الإدارة الأمريكية قد مهدت لتآمرها الجديد ضد إيران بالعمل على نشر أجواء دولية معادية لإيران إلى درجة شيطنتها واتهامها بأنها وراء التدخلات في شؤون بعض الدول بهدف تشويه سمعة إيران، وتالياً أن تقوم هذه الدول بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، كما حدث مؤخراً بين طهران وألبانيا والنرويج، فقد قامت ألبانيا باتهام إيران بشن هجمات إلكترونية عليها، وأدى ذلك بتحريض مباشر من واشنطن إلى إغلاق السلطات الألبانية السفارة الإيرانية في العاصمة تيرانا، كما ترعى واشنطن المنظمات المعادية لإيران وتؤمّن لها الأماكن التي تنشط فيها ضد إيران كما في كردستان العراق وفي عدد من الدول الأوروبية كمنظمة «مجاهدي خلق».
والخلاصة لن تستطيع أدوات الضغط الأميركية والغربية كلها التأثير في المواقف الإيرانية، ولن يتمكن كل ما يحوكه الكيان الصهيوني من مؤامرات وعمليات خفية وعلنية لتخريب مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي من حمل إيران على ما لا توافق عليه ولا يستجيب لمصالح شعبها، ولن يكون هناك اتفاق نووي جديد إلا وفق إرادة الشعب الإيراني، وكما فشلت الضغوط السابقة ستفشل الضغوط الحالية بالتأكيد .
tu.saqr@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار