4 أيام عمل بالأسبوع 

بعيداً عن الأزمات .. هل العمل لساعات أطول يعطي إنتاجية أفضل؟ سؤال بدأ يطرح بشكل جدي على المستوى العالمي بعد جائحة كورونا واضطرار الكثير من الشركات إلى العمل عن بعد.. يساعدهم في ذلك تقدم التكنولوجيا وتوفير مستلزمات العمل وحتى الدراسة من دون الارتباط والذهاب بشكل يومي إلى أماكن العمل التي غالباً ما تكون بعيدة وفي مناطق نائية .

لكن ماذا عن الظروف التي تحيط بنا ..؟ من وجهة نظر شخصية أعتقد أن الموضوع يمكن أن يكون مثار حوار ودراسة وتقصي لاسيما في ظل أزمات كهرباء ووقود ونقل ومولدات وغير ذلك.. بسبب الحصار وعدم توفر ما يلزم من مشتقات البنزين والمازوت حتى إن العديد من المؤسسات العامة بدأت جدياً بتقليص الدوام للحد من استخدام المولدات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود.. وكذلك تخفيض الجولات التي تؤمن المواصلات للعاملين .. مع الأخذ في الحسبان أن الاعتماد على المواصلات العامة بات من الصعوبة بمكان.. ناهيك بالارتفاعات الكبيرة في أسعار سيارات الأجرة وحتى المواصلات العامة التي بدأت تقترب داخل المدينة من الـ500 ليرة وخارج المدينة من 1000إلى ثلاثة آلاف في ريف المدينة وليس من مدينة لأخرى .

وأمام هذا الواقع يكون خفض أيام العمل إلى أربعة أيام حلّاً منطقياً ومتاحاً ولاسيما أن إنتاجية العاملين في المؤسسات العامة بسبب التقنين وغيره باتت منخفضة وتحفيزهم بيوم عطلة إضافي يمكن أن يحفزهم على زيادة الإنتاجية في هذه الأيام ..

ناهيك بأن يوم عطلة إضافياً يسمح للعاملين بإصلاح الأعطال في منازلهم أو ترتيب أعمال بسيطة كزراعة الحدائق أو تربية نحل وما شابه للعمل في مهن منزلية بسيطة قد تدرُّ عليهم دخلاً إضافياً بما يساعدهم في تحمل أعباء المعيشة، وهذا بشكل عام, يمكن أن ينطبق على المؤسسات العامة، أما الفعاليات الخاصة فحسب ما تجده كل جهة مناسباً لها ..

لكن على صعيد المؤسسات العامة والحكومية فإن العمل لأربعة أيام يحقق وفراً كبيراً في الكهرباء والقرطاسية والكمبيوترات والصيانة والخدمات ووقود الجولات وعمل المولدات ومصاريف إصلاح السيارات الحكومية وما شابه ويمكن إجراء الدراسات الاقتصادية والجدوى و ذلك حسب طبيعة عمل كل مؤسسة وماتقتضيه المصلحة العامةولاشك في أن الجميع سيكون رابحاً ، وسيولد لدى العاملين بالمؤسسات شعوراً بالامتنان تجاه المؤسسة نظراً إلى الوقت الإضافي الذي حصلوا عليه، لأنه يساعد على تخفيف الضغط من داخل العمل وخارجه، ويسمح لهم بقضاء وقت إضافي لتأمين دخل إضافي عبر التعامل مع المهام المنزلية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار