الخبير قرنفلة ضمن ندوة الثلاثاء الاقتصادي: حجم الضرر الاقتصادي ضمن الثروة الحيوانية ناجم عن نقص المعرفة   

بارعة جمعة:

اقتصر مفهوم الإنتاج الحيواني على رعي الحيوانات بطرق بدائية تقليدية، بإنتاج لا يكاد يكفي حاجة الأسرة الواحدة، وحتى اليوم لايزال مربو الثروة الحيوانية من أصحاب الحيازات الصغيرة بحاجة لدعم أفكارهم وتنميتها بما يتناسب مع الطرق الحديثة، والتي كانت محور نقاش الندوة الاقتصادية التي أقيمت في مركز ثقافي أبو رمانة برعاية جمعية العلوم الاقتصادية ممثلة بعضو مجلس إدارتها ومدير عام غرفة تجارة دمشق عامر خربطلي، وبحضور معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي رامي علي ورئيس اتحاد غرف الزراعة محمد كشتو، ونقيب الأطباء البيطريين ونقيب المهندسين الزراعيين، وممثلين عن المركز العربي أكساد وعن أعضاء مجلس الشعب، قدم من خلالها المهندس والخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة محاضرة نوعية مختصة بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية، متناولاً مفهوم الفجوة المعرفية وانعكاسها على الواقع الاقتصادي.

الملفت في هذه المحاضرة ماتم عرضه من مقارنات بين الإنتاج المحلي والإنتاج العالمي الذي أوضح ضعف توجيه الطاقات الكامنة لدى أطراف العملية المنتجة داخل البلاد؛ والذي يبرره قلة الوعي من العناصر البشرية العاملة من (فلاحين ومزارعين ومربين) بطرق وأساليب العمل الحديثة.

حجم الضرر الاقتصادي ضمن الثروة الحيوانية في كافة دول العربية ناجم عن نقص المعرفة برأي المهندس عبد الرحمن قرنفلة، حيث إن النسبة الأكبر للخسائر الحيوانية يتحملها التخلف في نظم الإنتاج الحيواني، حيث إنها تشغل ٣٠% من مساحة الأراضي الخالية من الجليد.

وفي الوقت الذي يعد المربي الأشد فقراً نجده أقل معرفةً أيضاً، فنجاح الإنتاج الحيواني مرتبط بالموروث المعرفي برأي قرنفلة، والذي أكدته الدراسات السابقة القائمة على ربط المعرفة بالنجاح، وعدم مواكبة التطورات العلمية الحديثة ساهم في خلق الفجوة واتساعها مابين مايملكه المربي من معلومات ومعارف و أدوات وبين ما تتطلبه تلك التطورات.

وهنا يمكننا القول بأن الفجوة المعرفية هي الفاصل بين من يملك المعرفة وأدوات استغلالها وبين من لايملكها وتعوزه أدواتها، والحكم ما بين تصنيف الدول المتقدمة والنامية.

وفي النظر لطرق العمل التي يلجأ إليها المربون، نجد بأن جميع أنظمة تربية الحيوان العربية تأتي في ترتيب متأخر برأي قرنفلة، عازياً الأمر لقلة الابتكار وارتباطه بتدني الإنفاق على البحث والتطوير، والتي بدورها تسوق إلى ظهور أسباب أدت لهذه الفجوة تقوم على ضعف البنية التحتية والوصول إلى المعلومات إضافة لضعف الوصول إلى الأسواق.

إلا أن ماتملكه الدول العربية قاطبة من قدرات وخبرات ليست بالقليل برأي قرنفلة، إنما استنزاف هذه العقول والأعباء الناتجة عن اللجوء لحماية الأفكار عدا عن احتكار الأفكار وسوق العمل من المسببات الرئيسية لنشوء هذه الظاهرة برأيه، ليبقى التنظيم وإدارة الموارد بشكل صحيح هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الفجوة.

وأمام ما نعيشه من تطور كبير في التكنولوجيا، بات من الطبيعي تطبيق هذه الأدوات على قطاع الثروة الحيوانية برأي قرنفلة، واستخدام أدوات كالإنترنيت والطائرة من دون طيار والهندسة الوراثية وتقتيات الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية كوسائل حديثة لمراقبة عمل هذا القطاع، ومواكبة كافة متغيراته لحظة بلحظة، بالإضافة لتطوير العنصر البشري بالتدريب والتأهيل والتوعية المستمرة.

إلا أن ما تم طرحه من أفكار تلامس هموم قطاع الزراعة والثروة الحيوانية لازلنا نجد بأن القطاع الزراعي في سورية هو غير اقتصادي بل خدمي برأي محمد كشتو رئيس اتحاد غرف الزراعة، واليوم أمام هذه التحديات التي تواجه الثروة الحيوانية، لم نصل لصيغة محددة تعرف الاقتصاد السوري الذي سيتم العمل به، إضافة للقطاع الزراعي الذي لم يصل لتحديد صفة هذا القطاع بين مزارع ومربي وفلاح، فلا زلنا ننتظر الدعم وجميع المقترحات لازالت حتى اليوم بتوفير الدعم الذي لم يعد أحد قادراً على توفيره .

فالبشرية تعاني من نقص غذاء، وآلية إيقافه تحتاج لحديث جدي وإدارة ملفات بشكل واضح وصريح لوضع الحلول برأي كشتو، وإلا سنبقى بنفس الدائرة التي ندور بها إلى الخلف، من دون التقدم خطوة للأمام، واليوم هذا اللقاء الذي ضم فئة نوعية ومختصين بالشأن الزراعي علينا الخروج بما يدفع بالعمل للأفضل والوصول لصيغة عمل وعصف ذهني للاتفاق على أفكار لتنفيذها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مجلس الشعب يقر مشروع قانون إحداث الشركة العامة للصناعات الغذائية ويناقش قضايا تتعلق بعمل وزارة الصناعة مجلس الوزراء يؤكد على تسهيل إجراءات استجرار محصول القمح وضمان سير الامتحانات العامة بسهولة جثامين الرئيس رئيسي ورفاقه تصل طهران لإقامة مراسم تشييع بحضور وفود إقليمية ودولية سرقت منزلها واتهمت جارتيها إبعاداً الشبهات..! المقداد: الشعب السوري يشارك الشعب الإيراني حزنه لوفاة رئيسي وعبد اللهيان ورفاقهما إيران تبدأ مراسم تشييع رئيسها ورفاقه الشهداء وتعيد التأكيد على ثوابتها السياسية داخلياً وإقليمياً.. أميركا وكيانها على وقع مذكرات «الجنائية الدولية».. واشنطن تدين وتهاجم وتهدد ندوة أدبية عن القصة القصيرة في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب.. اتحاد الملاكمة يحضر منتخباً جديداً للاستحقاقات المقبلة... والإمكانات ضعيفة الجلاء يلتقي الوحدة في المباراة الرابعة لـ«فاينال» سلة المحترفين الميزانية المتواضعة واليد العاملة الهرمة شمّاعة إهمال الحدائق والنظافة في مدينة حمص...!!!