الميزانية المتواضعة واليد العاملة الهرمة شمّاعة إهمال الحدائق والنظافة في مدينة حمص…!!!
حمص- إسماعيل عبد الحي:
بميزانية قدرها 25 مليار ليرة، يعجز مجلس مدينة حمص عن تلبية احتياجات المدينة من خدمات، تتمثل في عشرات الحدائق المهملة، وتكاد النظافة أن تكون في حدودها الدنيا، وكذلك الإنارة ليلاً وغيرها.
ويعزو القائمون على المديريات الخدمية التقصير إلى قلة في كل شيء، بدءاً من التمويل وانتهاء باليد العاملة الكبيرة السن. ويبرر بعضهم هذا العجز بالكم الكبير من العمل والميزانية التي لم تعد تشكل شيئاً قياساً بميزانية عام 2011 التي كانت ملياراً و 600 ألف ليرة، وفقاً لأرشيف المجلس، وهذا الرقم كان يساوي أكثر من 150 ملياراً ونيف.
قصور ذات اليد
اليوم كما هي عليه منذ سنوات مضت، تقف مديرية حدائق حمص عاجزة بمن لديها من 155 عاملاً تجاوز 90 بالمئة منهم الـ55 عاماً، عن القيام بواجبها والاعتناء بمساحة تتجاوز المليونين و370 ألف متر مربع، تتوزع على 247 حديقة، وإعادة المساحات الخضراء إلى سابق عهدها.
وبشكل عام تبدو الحدائق أكثر من أي وقت مضى في أسوأ حالاتها، لأسباب يعزوها رئيس دائرة الحدائق في مجلس مدينة حمص المهندس وليد عطية، إلى قصور ذات اليد والنقص الشديد في التمويل والمعدات، وهي وجود سيارة قلاب واحدة وصهريج وجرارين زراعيين، ونقص كمية المحروقات اللازمة للتشغيل، فالكمية المتاحة هي 80 ليتراً فقط لا تفي لثلاثة أيام.
في فصل الربيع تزداد الأمور سوءاً في حدائق الأحياء التي تعرضت للتخريب، ولم تعد المنظمات الدولية تقوم بتأهيل الحدائق كما كان الأمر سابقاً، و ليس بمقدور المديرية القيام بكل ذلك الكم من العمل بوجود عدد قليل من العاملين والمعدات، و بوجود 17 حديقة تم تسويرها من مجلس المدينة، يفترض بالمستثمرين الاعتناء بها وسقاية أشجارها، مضيفاً: إنّ 60 بئراً في الحدائق يفترض وجود حراس ومشرفين عليها.
ونوه بفترات التقنين الطويلة للكهرباء التي تعوق عمليات الري في الحدائق، وبعدم وجود رافعة مخصصة لتقليم الأشجار، ما يؤخر تلبية طلبات المواطنين، فما هو متوفر لا يكفي شيئاً.
مليار للنظافة…
من جانبها، تتابع مديرية النظافة الأعمال اليومية من جمع القمامة وترحيلها إلى مطمر تل النصر الصحي. ووفقاً لما صرّح به مدير النظافة في مجلس مدينة حمص المهندس عماد الصالح، فإنه يتم ترحيل حوالي 800 طن من القمامة يومياً، تعمل عليها دائرة الجمع والكنس وما لديها من 52 سيارة ضاغطة و325 عاملاً وسائقاً، إضافة إلى أعمال الكنس اليومية، وتم رفد أعمال الجمع والكنس بعقد بقيمة مليار ليرة تقريباً، حيث وفّر هذا العقد 237 عاملاً و8 سيارات قلاب صغيرة، تعمل بالجمع المباشر.
أما أعمال ترحيل الأنقاض، فتتم من خلال عقد للعام الحالي من عدة أحياء من المدينة، ويتم فتح العديد من الشوارع من خلال ورشة “التركس” والقلابات التابعة لمجلس مدينة حمص، حيث تم من خلالها ترحيل ما يقارب 25 ألف متر مكعب من مختلف أحياء المدينة.
وتحدث الصالح عن أعمال رش المبيدات وتعقيم الحاويات، حيث يتم تنفيذ برنامج في كافة أحياء مدينة حمص بالتعاون والتنسيق مع لجان الأحياء، إضافة إلى توزيع ما يقارب 2500 كيلو غرام من مبيدات القوارض في جميع أحياء المدينة، وجمع ما يقارب 100 طن من النفايات الورقية من جميع مؤسسات الدولة والمدارس، بالتعاون مع محافظة حمص ومديرية الخدمات الفنية في حمص.
وتقوم المديرية بالإشراف على تشغيل مطمر دير بعلبة الصحي بالتعاون مع مديرية الخدمات الفنية، ويتم استقبال وطمر ما يقارب 1000 طن من القمامة الواردة من المدينة والقرى القريبة وجمع النفايات الطبية، حيث يتم جمع النفايات الطبية من المراكز الطبية والمشافي العامة والخاصة والمخابر الطبية، وتبلغ كمية القمامة الطبية 8 أطنان يومياً، وتعمل بهذه المهمة ثلاث سيارات مخصصة لهذا الغرض.
وعن الصعوبات ذكر الصالح أنها تتلخص في نقص اليد العاملة و صعوبة تأمين الوقود والإصلاحات والزيوت .