زغردي يا انشراح ..!؟

بعد أن تجاوزت الحرب الكونية وحصارها الاقتصادي الظالم على بلدنا عقدها الأول بعام ونيف، واستهدافها مكونات الحياة اليومية للمواطن بصورة مباشرة، لإضعافه وقتل الروح الوطنية لديه ، وتفريغ حالة الانتماء ، وتوجيه البوصلة باتجاه قضايا بعيدة كل البعد عن الأهداف التي بني عليها مجتمعنا بكل مكوناته التي كانت الهدف الأساس من حالات التدمير الممنهجة للحرب الكونية المشؤومة على بلدنا.
وعبر السنوات الماضية ظهر الكثير من نقاط الضعف في البنى المذكورة وكذلك هشاشة المعالجة للأزمات وخاصة (المعيشية منها) من جهة ، وطريقة التعاطي مع تداعيات الأزمة ومشكلاتها، وانعكاسها أيضاً بصورة مباشرة على متطلبات الحياة اليومية للمواطن وتأمينها على المستويين الخاص والعام من جهة أخرى..!
الأمر الذي فرض حالة من التخبط على مستويات مختلفة في عمليات توفير أسباب المعالجة والإحاطة الكاملة بالمشكلة من جذورها ، وصولاً الى قرارات تحسم كل التداعيات وخاصة السلبية منها، والتي تستهلك كل نتائج المعالجة وإجراءات الحكومة وجهاتها في توفير ما يلزم ، لأن الحاجة تفوق ما هو متوافر في جعبتها ، ومرد ذلك إلى فقدان المواد وضآلتها في الأسواق ، وحدوث هوامش أسعار خيالية بعيدة عن الواقع أغلبيتها تأخذ الصفة الوهمية لعدم تطابقها مع الواقع الفعلي ، وإنما تحمل مصاريف ونفقات وتكاليف بعيدة عن المكونات الأساسية لأي منتج، وهذا بدوره يظهر عجز الجهات المسؤولة وضعفها في إيجاد الحل ، وبسط سيطرتها على الأسواق ، ومنها ما يتعلق بأسعارها الوهمية ، وهذا لا يتوافق مع الحالة الاجتماعية والمادية للمواطن ..!
ونحن لا نريد أن نجامل ، أو ندافع عن المكون الإداري وجهازه الذي يحمل لواء التصدي لما يحصل في الأسواق المحلية من فلتان في الأسعار ، وتسعير مزاجي للسلع ، وحالات غش معظمها في المأكل والملبس ، والتعدي والسرقة المتكررة للمواد المدعومة من الدولة ، مروراً بتراجع حجم التدخل الإيجابي وحالة الانكفاء الخطيرة له ، وتدخله في هوامش تراجعت الى مادون 3% واقتصاره على رسائل الغزل من تكامل وغيرها ، وصولاً الى جهاز إداري لحماية المستهلك يخشى عمليات التسعير الفعلية، ويعطي أهلها كامل الصلاحية للمكافحة على مستويين متلازمين: الأول تسعير واضح وصريح يأخذ طابع الجدية في التطبيق ، والثاني ملاحقة المخالفين ومعاقبتهم بصورة مباشرة ، لا أن تضيع في إجراءات لا تساوي حبرها المكتوبة به!
المشكلة أن ما يحدث في السوق هو أن تسعير( الحماية) في واد ، والأسعار في واد آخر.! والأولى تكتفي بحالات الدفاع على صفحات الفيس وزغردي يا انشراح!
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار