كيف نغيّر عاداتنا في الشهر الفضيل؟

يمثل شهر رمضان المبارك في برامجه العملية دورة زمنية محددة من شأنها التأثير على الواقع الاجتماعي والاقتصادي؛ كما تؤثر على واقع الفرد الصائم نفسه، هذا إذا أحسن استثمار الساعات والليالي فيما يرضي الله تعالى، ويرضي نفسه ويبعده عن العادات السيئة.
فالإنسان بحاجة في حياته للتجديد والتغيير، للتخلص من الروتين والنمطية، وما يبعثانه في النفس من ملل وأسر لعادات اعتادها وغير ذلك من المشاعر السلبية.
خبير التنمية البشرية وتطوير الذات محمد خير لبابيدي بيّن أن شهر رمضان المبارك فرصة حقيقية للتغير، ليس فقط على صعيد الروحانيات، بل أيضاً على صعيد الماديات، وخاصة ما يتعلق منها بالصحة الجسدية والنفسية، فكل ما في الشهر الكريم من أوقات وأجواء وطقوس يساعد الإنسان على التجديد، والتغيير وصناعة البدائل والتأقلم مع المستجدات التي تطرأ في حياته، نتيجة تغير الظروف المختلفة المحيطة به، وما يحتاجه المرء هنا هو الإرادة في استثمار هذا الشهر الكريم، للتخلص من العادات السلبية أو التي لا فائدة منها ، وإحلال عادات أكثر إيجابية وفائدة محلها، كالتخلص مثلاً من العشوائية في الأوقات، ومن كثرة تناول الطعام والسهر والنوم الكثير والكسل والأهم التخلص من عادة التدخين؛ فمثلاً من يستطيع أن يحرم نفسه طوال شهر رمضان يومياً ولساعات طويلة من التبغ، يصبح أكثر قدرة على التخلص من عادة التدخين بشكل كامل أثناء رمضان وبعد رمضان، وكما قلنا لا يحتاج الأمر إلا قراراً وإرادة .
ومن هنا نرى أن رمضان كما هو موسم للحياة الروحانية والابتعاد عن الغرق في الحياة المادية، هو أيضاً فرصة للتغيير والتخلص من عادات لا فائدة منها أو ربما ضارة واستبدالها بعادات مفيدة وإيجابية.
رمضان شهر العبادات والنظام وشهر التغيير والتجديد والصحة؛ شريطة أن نعطيه حق صيامه بأن نجعله شهر الانقطاع عن تناول الطعام والشراب، والاكتفاء بالقليل والصحي والطبيعي عند تناول وجبتي الفطور والسحور، إضافة إلى تقليل ساعات النوم وزيادة ساعات العمل والإنتاج فيه، كي تحصل الفائدة المرجوة منه، فالصائم أقدر على العمل والإنتاج لأن خواء المعدة يعطيه النشاط ويبعده عن الكسل والنعاس، ثم إن الصائم يجب أن يعمل وينتج حتى يشعر بقليل من التعب والجوع والعطش، كي يحصل على الفوائد الصحية والنفسية والروحانية من الصوم.
وأخيراً لا ننسى أن المراد من الصوم عكس ما نراه الآن قي حياتنا، فالمراد من الصيام راحة للمعدة والتخلص من السموم في الجسم، إضافة إلى تخفيف الاستهلاك والضغط على الأسواق، حتى تعود حالة التوازن إليها من جهة الوفرة والأسعار، وهو مالا نراه اليوم في الشهر الكريم، لذا علينا الانتباه لتخفيف الاستهلاك في رمضان، والعودة فيه إلى الأغذية الصحية والطبيعية، كالتمر واللبن والماء والمشروبات الطبيعية وغير ذلك من الأغذية المفيدة والمتوافرة.
إضافة لعدم التجاوز على الآخرين بحجة الصيام وصلة الأرحام، والتواصل مع الفقراء والمساكين، ومساعدة الأسر المحتاجة وعدم التقصير أو التكاسل في العمل بحجة الصيام والإكثار من الأعمال الصالحة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار