سطو إعلامي …!

مع الانتشار الكبير للمواقع الإعلامية مؤخراً، كونها أصبحت لدى البعض نوعاً من ” البريستيج” ” وربما فاقت أعدادها أعداد الإعلاميين أنفسهم ، لم نعد نستغرب أن نرى بعض تلك المواقع تعتمد في تحديث موادها على السطو والسرقة من مواد المواقع الأخرى، وطبعاً دون ذكر اسم المحرر الذي أعد المادة أو الوسيلة التي يعمل لديها. ومن يقوم بذلك يعتمد على النسخ واللصق على ”  البارد المستريح”  حتى صارت “يده خفيفة” في تصيّد المواد معتبراً ذلك نوعاً من الفلهوية والشطارة .

للأسف ذلك السطو الذي بات مكشوفاً لم يعد يقتصر على المقالات والأخبار والتحقيقات بل تعداها إلى زوايا الرأي ولدينا شواهد على ذلك، فهذه الأخيرة يلجؤون لإضافة كلمة أو أكثر  على عنوانها للتمويه وإظهارها على أنها مادة حصرية لموقعهم وأن محرريهم اجتهدوا في إعدادها، لتبدأ بعدها المواقع الأخرى   مسلسل اللصق والنسخ والنسب إلى الموقع “اللاطش” للمادة من دون تحقق وليس إلى مصدرها الأساسي، والأنكى من ذلك أن من يقومون بتلك السرقات يعتبرون أنفسهم جهابذة وأساتذة وينظّرون في المهنية!
وهنا نتساءل :هل ينقص من بريستيج أو مهنية  أي صحفي أو مسؤول في موقع إعلامي ما  أن يذكر مصدر المواد التي يسرقها بدل أن يلجأ إلى أسلوب رخيص ومكشوف، وهل هكذا تقتضي أخلاق المهنة ؟
أعتقد أنه لو ذكر المصدر سيحصل العكس وسيلقى الاحترام والمصداقية من القارىء ومن كاتب المقال معاً. إذ من المعيب أن يبحث البعض عن النجاح والتميز القائم على أكتاف غيرهم من الزملاء وعلى  سرقة مجهودهم.
فإلى متى سيبقى الصحفي حارساً على مواده خوفاً عليها من “حرامية” المواقع؟ وأين التدقيق من المعنيين فيما ينشر؟.
طبعاً الكلام هنا لا يعني التعميم فهناك مواقع يتميز  صحفيوها والقائمون عليها  بالكفاءة والمهنية والنزاهة . وإنما يقصد به “المتصيحفون”  فهل يفقهون؟ .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار