روسيا توجه ضربة موجعة للدولار
في ضربة موجعة للدولار الأمريكي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم: إنّ موسكو قررت تحويل مدفوعات إمدادات الغاز نحو أوروبا إلى عملة الروبل في أسرع وقت ممكن.
وأصدر بوتين تعليمات للبنك المركزي ومجلس الوزراء لتحديد إجراءات المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي في غضون أسبوع، قائلاً: “موسكو لن تقبل بعد الآن مدفوعات بالدولار واليورو مقابل غازها المصدر إلى أوروبا”.
كذلك، شدد على أن لا معنى لتوريد السلع الروسية للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي المدفوعات باليورو والدولار، لافتاً إلى أنّ موسكو اتخذت قرارها بالامتناع عن استخدام “عملات الدول غير الصديقة” في نقل الغاز.
وأكد الرئيس الروسي أنّ بلاده ستواصل توفير إمدادات الغاز حسب العقود المبرمة، على الرغم من اتخاذ عدد من الدول “قرارات غير قانونية” بتجميد أصول روسيا.
وتبتز الولايات المتحدة الأمريكية العالم بمصطلح ( البترو دولار ) الذي اعتمد سنة /1973/ ، عندما وافقت السعودية وبضغوط أمريكية قبول الدولار كعملة وحيدة لشراء النفط ،ومع الضغوط الأمريكية والسعودية وافقت دول منظمة ( الأوبك ) على ذلك سنة /1975/ ، وهكذا حل الدولار الأمريكي محل نظام الذهب أو الدولار الذهبي المعمول به منذ سنة /1944/ بموجب اتفاقية ( بريتون وودز ) .
ولكن بعد التغيرات في القوة الاقتصادية العالمية للدول ، وظهور تراجع نسبي في قوة الاقتصاد الأمريكي على الساحة العالمية ، بعد أن كان يشكل الاقتصاد الأمريكي نسبة أكثر من /51%/ من الاقتصاد العالمي بين الحربين العالميتين الأولى والثانية فإنه حالياً يشكل أقل من /20%/ ، وبدأت مجموعات البريكس وشنغهاي والاتحاد الأوراسي وغيرها تتوسع أفقياً وتتكامل عمودياً وخاصة مع كل من روسيا والصين، مع التوقعات بأن يترافق هذا التغير في معالم القوة الاقتصادية للدول تغير في مواقع سيطرة العملات.
وتؤكد الدراسات أن طباعة ورقة نقدية أمريكية تعادل /100/ دولار تكلف أقل من /10/ سنت من المواد الخام والثروات الطبيعية والموارد وتستغل العالم بعملتها الزهيدة التكلفة ، أي أن أكبر مصدر للربحية الأمريكية هي طباعة النقود وساهم هذا في إضعاف سيادة الدول على اقتصاداتها.
وفي رد فعل أولي أظهرت بيانات المداولات اليوم انخفاض سعر صرف الدولار في بورصة موسكو إلى ما دون 95 روبلاً للمرة الأولى منذ الثالث من آذار.