مربو الدواجن: نعبر الآن نقطة اللاعودة.. ارتفاع هيستيري بأسعار الأعلاف دفع بقطاعنا إلى المجهول!
في تصريح له اليوم قال المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني عن واقع ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن الذي يشهده السوق الآن :
هي واحدة من الصدمات المتتالية التي يتعرض لها قطاع انتاج بيض ولحم الدجاج…لكنها الأعنف حتى الأن والأقسى من حيث عمق تأثيرها وفقدان مربي الدواجن القدرة على مجابهتها…فقد صمد القطاع في وجه الهجمات الإرهابية التي تعرض لها رغم فقدانه الكثير من شرايين إمداده بمقومات الاستمرار…كما واجه الجائحات المرضية وتكاليفها باهظة الثمن وتجاوز اضطرابات السوق وتذبذب الاسعار وتأقلم مع انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين وتكيف مع محدودية مستلزمات الانتاج وندرة الموارد.
وأضاف : إلا أن طبيعة العاملين في القطاع وامكاناتهم الاقتصادية لم تساعدهم على الوقوف في وجه شبح جنون اسعار المواد العلفية التي ارتفعت 5 أمثال منذ عامين فقط حيث وصل سعر طن الذرة الصفراء الى مايقارب 2.3 مليون ليرة سورية كما وصل سعر طن كسبة فول الصويا الى 3.4 ملايين ليرة.
وقال المهندس قرنفلة : بحساب بسيط يحتاج مربي الدجاج البياض الذي لديه 10 آلاف دجاجة بياضة الى حوالي 1630000 ليرة يوميا وقرابة 79 مليون ليرة شهريا …وهذا لقاء قيمة الأعلاف فقط عدا تكاليف الكهرباء والمازوت والصيانة والأدوية واللقاحات البيطرية وقيمة أطباق البيض الفارغة التي شهدت أسعارها ايضا ارتفاعا غير مسبوق وأجور العمال وغيرها من التكاليف والرسوم والضرائب…هذا في ظل البنية الاقتصادية والمالية الهشة لمعظم مربي الدواجن حيث باتت أضعف من امكانياتهم على تسديد قيمة الأعلاف وباقي التكاليف…هذا الواقع دفع الكثير ين منهم الى بيع قطعانهم بهدف ذبحها والاستفادة من لحومها رغم عدم انتهاء عمرها الإنتاجي مما يزيد حجم الخسارة التي يتعرضون لها بطبيعة الحال ولكن هذا أفضل من نفوق قطعانهم جوعا.
وأضاف: المؤلم ان عددا من مربي أمات الدجاج لجؤوا الى بيع بيض التفريخ المخصب كبيض مائدة نظرا لتراجع الطلب على الصيصان بشكل حاد وخوفا من دفع تكاليف تفريخ البيض ونفوق الصيصان لاحقا في المفاقس.. ولعل الخطير في الأمر أن توقف مربي قطعان أمات وجدات الدجاج عن العمل سيعوق عودة القطاع الى الحياة قبل انقضاء من 5 الى 7 سنوات مما يعني خلو السوق خلال هذه الفترة من منتجات الدجاج.
وأكد قرنفلة أن التقاعس عن معالجة ارتفاع اسعار المواد العلفية بشكل عام واسعار أعلاف الدواجن بشكل خاص يهدد أركان الأمن الغذائي وينذر بغياب لحوم وبيض الدجاج عن موائد المستهلكين ويساهم بتوسيع حجم البطالة ويدفع أعدادا إصافية من أبناء الأرياف الى المدن وتحويلهم من قطاع الانتاج الى قطاع الخدمات كما يعرقل خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي وضعتها الحكومة ويقود الى تعطيل جزئي أو كلي لعدد من قطاعات الاقتصاد الوطني التي يرتبط بها بارتباطات أمامية او ارتباطات خلفية .
وفي ختام تصريحه أكد الخبير في الإنتاج الحيواني ان هذا الواقع يتطلب تدخلا حكوميا فوريا وتشكيل خلية أزمة من الوزراء والمديرين المعنيين لاستعراض واقع قطاع الدواجن والاجتماع مع كل اللاعبين الأساسين فيه من مربين وموردي مستلزمات الانتاج (اعلاف..أدوية ولقاحات ومعقمات بيطرية.. مازوت..كهرباء…أطباق بيض فارغة…) وأصحاب مسالخ وورش تجهيز لحوم الدجاج وغيرهم من العاملين بالسلاسل التسويقية والاستماع الى هواجسهم والصعوبات التي تعترضهم والتعاون معهم للخروج من عنق الزجاجة الذي يهدد أحد أهم مكونات سلة غذاء المستهلك بعد أن غاب عن خطط مشترياته اللحوم الحمراء والحليب ومشتقاته.