ركود اقتصادي مزدوج الانحدار بانتظار الولايات المتحدة!
تحدث مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» عن العواقب الاقتصادية للعملية الروسية في دونباس على الولايات المتحدة التي تعاني بالفعل من تضخم كبير في أسعار المستهلكين، شأنها في ذلك شأن الاتحاد الأوروبي.
وفي حين أن الولايات المتحدة أكثر استقلالية في مجال الطاقة من الاتحاد الأوروبي، إلا أنها ستضطر للتعامل مع ارتفاع معدلات التضخم بسبب الصدمة التي تعرضت لها أسواق الطاقة العالمية.
ولفت المقال إلى أن شركات النفط لن ترفع الأسعار بسبب أسباب مشروعة رهن العرض أو الطلب، بل لأنها ببساطة تستطيع فعل ذلك، وهذا ما كان يحصل بالفعل في الاقتصاد الأمريكي، إذ إن ما يقرب من نصف معدل التضخم السنوي الأخير في أسعار المستهلكين كان مدفوعاً إلى حد بعيد بأسعار النفط، والبالغ 7.5٪.
وقال المقال: وفي حين تراجعت الأسواق المالية الأمريكية على المدى القصير بشكل حاد، فإنها تعافت بنفس السرعة، كما هو الحال في أوروبا وبدرجة أقل في روسيا؛ ومع أن الدولار الأمريكي كان أقل تقلباً من اليورو، وحتى أقل من الروبل، فقد تشهد الأسواق المالية الأمريكية قريباً تأثراً سلبياً رئيساً ثانياً من قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في آذار القادم، لذا فإن التضخم المرتفع إلى جانب ارتفاع معدل الفائدة والعملية الروسية في دونباس قد تسبب مجتمعة تقلباً ثانياً أكثر حدة في أسواق الأصول المالية الأمريكية، كما ستؤدي أيضاً إلى إبطاء تعافي الاقتصاد الأمريكي، كما هو الحال في أوروبا.
ورأى المقال أن التأثير الأكبر نسبياً على الاقتصاد الأمريكي، مقارنةً بالاقتصاد الأوروبي، سيتمثل في زيادة أخرى في الإنفاق العسكري الذي بلغ هذا العام 778 مليار دولار (ما يعادل 39% من إجمالي النفقات العسكرية في العالم)، ومن المتوقع أن يزيد الإنفاق العسكري الأمريكي خلال ما تبقى من السنة المالية الحالية وفي ميزانيات الدفاع السنوية اللاحقة عشرات المليارات في أعقاب العملية العسكرية الروسية في دونباس، وسيؤدي ذلك إلى تفاقم عجز الولايات المتحدة وتفاقم الدين القومي.
وقال المقال: سيؤدي ارتفاع التضخم المزمن، وخفض الإنفاق على البرامج الاجتماعية، وارتفاع أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معاً إلى إبطاء التعافي الاقتصادي، وفي حال كانت هذه الأمور شديدة من حيث النطاق والحجم، فقد يؤدي ذلك إلى ركود مزدوج الانحدار في وقت ما أواخر عام 2022 أو أوائل عام 2023.
باختصار، سوف يشعر الاقتصاد الأمريكي بالآثار السلبية للعملية الروسية في دونباس من حيث التضخم ودخل الأسرة المتاح والسياسات النقدية غير المستقرة للفيدرالي الأمريكي.