موضة أم التزام؟
هكذا ومن دون مقدمات نسأل: أين نحن من الاستثمار في الأصول البيئية؟ بل أين نحن من الإنتاج الأنظف والطاقة المتجددة وخاصة في مجال توليد الكهرباء وفي ظل ظروف هي الأصعب؟
حكومات متعاقبة وسنوات طويلة وتشريعات وندوات وحتى الآن لا يزال الحديث عن مشاريع الطاقة رهناً باجتماعاتٍ وبضعة مشاريع خجولة, وردٍّ هنا بكلام ووعود فقط, حتى بتنا نتساءل: هل الحديثُ عن تلك المسألة الهامة جداً موضةٌ أم التزام أو ربما تمرير للوقت؟!
سمعنا منذ زمن طويل عن منح تراخيص للعديد من مشاريع الطاقة المتجددة عن طريق الرياح والشمس, ولكن أين وصلت وهل أقلعت تلك المشاريع أم نسيها الزمن؟ ولماذا تستمر تلك المحاولات الخجولة في استثمار الطاقة من دون أن نسمع عن نتائج باهرة ؟ أليس ما يحدث من انقطاعات كهربائية يضر الاقتصاد والصناعة والزراعة؟ أليس المضي بتلك المشاريع كما السلحفاة يسبب خسائر لا يمكن تعويضها؟
قلنا مراراً إننا لا نعاني المشاكل في الموارد الطبيعية، ولكن مشكلتنا الأساسية في إدارة ملف الطاقات المتجددة وكيفية استثمارها والاستفادة منها, ولاسيما أن بلدنا تعد من الدول العشر الأكثر تنوعاً في مصادر الطاقة المتجددة, وهذا يعني أننا نحتاج تشريعات مرنة أكثر لإدارة ملف يعدّ من أكثر الملفات حيويةً وأهمية.
وكما نعلم، هناك مشروع وطني لنشر استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه المنزلية, وهدفه نشر استخدام تلك الأجهزة على نطاق واسع، وبالرغم من كل ذلك لا يزال انتشارها محدوداً وهذا يعود إلى ارتفاع أسعارها إضافة إلى غياب التشريعات الخاصة بضبط الجودة والمواصفات!
اليوم نحن في ظل حصار غير مسبوق على بلدنا, ونعاني ما نعانيه من أزمات في توفير المشتقات النفطية, ونستغرب لماذا لا يكون هناك تحرك سريع في الاستثمار بالطاقات المتجددة كما يجب وكما المفترض أن يكون؟ أم إن كلام الاجتماعات وما يصدر فيها من قرارات تمحوه المتابعة والتنفيذ والاتكال على تصريحات تضيع في مهبَّ الرياح التي لا نستفيد منها شيئاً؟!