هل يعود بردى؟
في كل مرة كنا نسأل: أين محافظة دمشق وبقية الجهات المعنية من نهر الذهب والفردوس “بردى”؟ ومع كل عام كنا نسمع عن مشاريع ومبادرات ومليارات تصرف لإعادة الحياة للنهر, لنكتشف لاحقاً أن المخاطر الصحية والبيئية بقيت, وأن الأوساخ والروائح والمستنقعات تنتشر على طول مجرى بردى وتفيض بملوثاتها!
لن ندخل في مشكلات العاصمة وما تعانيه من قلة الخدمات والإهمال, ولكن سنبقى في إطار بردى, وكم سمعنا عن مشاريع كلفت المليارات واجتماعات ولجنة وطنية, وفي ذلك الحين أصدرت وزارة الدولة لشؤون البيئة وقبل أعوام من دمجها بالإدارة المحلية قراراً بتشكيل فريق عمل مهمته وضع تصور أولي عن الوضع البيئي للنهر, والتلوث الحاصل له نتيجة صرف مياه المطاعم ومغاسل السيارات وغيرها من الأنشطة البشرية إلى مجراه, وتوصل تقرير اللجنة الفنية آنذاك إلى أن النهر تحول بعد المنبع إلى ما يشبه الصرف الصحي.
بعد هذه النتائج الكارثية شكلت اللجنة الوطنية لوضع الحلول المناسبة لمعالجة جميع القضايا والمشكلات البيئية للنهر, وطبعاً هذا الكلام منذ سنوات طويلة، بالنهاية وكما العادة تم اتخاذ إجراءات على الورق واستمرت اللجان والاجتماعات والمراسلات والنتيجة كانت العودة إلى نقطة الصفر!
لم تكن تلك اللجنة هي الوحيدة, ففي كل عام كنا نسمع عن لجان ومبادرات ومليارات تصرف من هنا وهناك لتصب تحت بند تخليص النهر من ملوثاته ولكن من دون جدوى!
مؤخراً سمعنا عن مشروع جديد لإعادة إحياء نهر بردى وبتكلفة عالية جداً, وهنا نسأل محافظة دمشق ألم تكن شماعتها هي مخلفات المطاعم التي لم تتمكن من السيطرة عليها منذ عقود؟ ألم يتخذوا من سرير النهر مكباً للنفايات وبقيت جميع الجهات تتفرج وبصمت؟ وماذا عن الكثير من المشاريع واللجان التي كلفت الكثير من الأموال ولم تصل إلى نتيجة بل ذهبت هباء منثوراً!
ليس المهم إطلاق المشاريع وإنما المهم متابعة التوصيات والنتائج وتنفيذها على أرض الواقع لربما يعود بردى فعلاً وليس بالشعارات والاجتماعات فقط وصرف المليارات!.