أيادي واشنطن في تفخيخ المشهد الكازاخستاني.. ورسائل موسكو السريعة

لطالما أباحت الغايات الأميركية المتمثلة بتمدد نفوذها وتوسيع رقعة لصوصيتها ونهبها لمقدرات الشعوب وتكبيل إرادة الدول ومصادرة قراراتها السيادية، كل المحظورات الأخلاقية والإنسانية.
فلا فرق لديها بين أشكال الإرهاب وأسمائها مادام الهدف التخريبي واحداً والعنوان الإجرامي هو عينه في وجه كل من يرفع راية رفض هيمنتها وتسلطها، والمشهد في كازاحستان يشير إلى ذلك بشكل واضح في ظل الأحداث الفوضوية والإرهابية التي تضرب البلاد، ويعطي تصوراً مسبقاً لما يسعى لتحقيقه الغرب الاستعماري وعلى رأسه الأميركي كما حصل في دول أخرى عديدة ..
الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف، قال قبل أيام: إن بلاده تعرضت لعدوان مسلح، نفذه إرهابيون مدربون في الخارج، وقد تم رصد 20 ألفاً منهم في مدينة ألماآتا وحدها، مؤكداً أن تحليل الوضع أظهر أن كازاخستان واجهت عملية عدوان مسلح تم تدبيره وتنسيقه جيداً من قبل المنفذين والعصابات الإرهابية الذين تلقوا تدريبات في خارج البلاد.
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد وجه خلال قمة افتراضية لمجلس منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الإثنين، بشأن أزمة كازاخستان، رسالة للغرب عن وجود قوى داخلية وخارجية مدمرة استغلت تظاهرات كازاخستان، مؤكداً أن روسيا ستحبط أي محاولة انقلابية.
ولم يكتفِ بوتين بالتلميح عن وجود مؤامرة وراء الاحتجاجات بل زاد من اتهاماته، قائلاً:”الإرهاب العالمي استهدف كازاخستان”.
هذه الرسائل والإيضاحات تبين بشكل لا لبس فيه التدخل الغربي المخطط والمدبر لأحداث كازاخستان، وتعطي تصوراً واضحاً عن الأسباب المباشرة وغير مباشرة من وراء التدخل السافر لقوى الغرب في كازاخستان الدولة السابقة في الاتحاد السوفييتي.
فموقع كازاخستان الجيوسياسي المهم وسط آسيا وارتباطه بحدود كبيرة مع روسيا والصين يبين محاولة أميركا احتواء الجارتين روسيا والصين، في سياق الحرب العبثية التي تقودها الولايات المتحدة ضد هاتين الدولتين، بأشكال وأساليب مختلفة، وهذه المرة من البوابة الكازاخستانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار