أغنام حماة تراجعت إلى النصف

لم يعد خافياً على أقل الناس اهتماماً ما لحق بقطاع الثروة الحيوانية خلال السنوات العشر الماضية, وتحديداً في السنوات الخمس الأولى منها، كان كافياً لنطلق عليه «نكسة القطعان», وتحديداً عندما يتعلق الأمر بالأغنام، وهي التي كانت تشكل النصف الآخر من القطاع المزدهر في تلك الحقبة الزراعية، بل تفوق الاقتصاد المحلي دخلاً من خلال ما كان يتم تصديره من ذكور العواس .
اليوم لو أردنا أن نقف عند ما تبقى من أعداد الثروة الحيوانية مقارنة مع ما كان موجوداً ستكون النتائج صادمة.. بل أين ذهب مربو هذه الثروة, وهل تسعى الحكومة لتأمين حاجات هذه القطعان؟.
بداية لا بدّ من الإشارة إلى أن عملية تهريب الأغنام فاقت التصور في النصف الأول من السنوات العشر التي خلت، يضاف إلى ذلك ما تم ذبحه في المسالخ السرية, واسألوا الرقابة التموينية عن ذلك .
يمكننا أن نقول ووفقاً لتصريح معاون مدير الثروة الحيوانية في هيئة تطوير الغاب الدكتور فادي سلوم: إن تهريب الأغنام وبيعها قلل من وجودها وهي التي كانت مصدر دخل لآلاف العاملين في هذا المجال .
أما في لغة الأرقام فيقول آخر إحصاء من وزارة الزراعة: كان لدينا ١٥ مليون رأس من الأغنام ومن الأبقار 1.1 مليون رأس ومن الماعز الجبلي ٢ مليون رأس .
لنتساءل: هل ما زلنا نمتلك نصف هذه الأعداد ؟
سآخذ مثلاً من محافظة حماة, ووفقاً لما يتم بموجبه توزيع الأعلاف،إذ يوجد لدينا في حماة ٣ ملايين رأس غنم من أصل ٦ ملايين ما قبل الأزمة .
وتشير الإحصائية طبعاً أيضاً وفقاً لعملية توزيع الأعلاف في حماة إلى أن عدد الأبقار في مجال زراعتي الغاب وحماة نحو٨٩ ألف رأس منها في الغاب ٢٩ ألف رأس، و٥٥ ألف ماعز .
غير أن الشيء الذي أوضحه لنا الدكتور فادي سلوم هو عودة الاهتمام بتربية الأغنام والماعز في محافظة حماة وتحديداً الأخيرة لكونها سرحية تقتات على الأعشاب وأوراق الشجيرات وبخاصة السنديان، ويضيف: إن عدد الماعز في مجال زراعة الغاب اليوم ٧٩ ألف رأس وفقاً لحملات التحصين الوقائية .
التقينا عدداً من مربي الثروة الحيوانية في مؤسسة أعلاف حماة, قال أبو خالد: اليوم لم تعد الثروة الغنمية كما كانت قبل الأزمة فعددها قليل جداً ونحن كمربين نعاني صعوبة في تأمين المادة العلفية، يضاف إلى ذلك قلة المراعي الطبيعية .
وأضاف آخر يدعى أبو محمود: إن بعض المربين باعوا قسماً كبيراً من قطعانهم ليطعموا ما تبقى, فالعلف اليوم سعره مرتفع، وما تقدمه مؤسسة الأعلاف هو مقنن غير كافٍ .
وختم أبو محمود حديثه: إن الأغنام كانت تملأ البادية الشرقية, لكن حتى هذه الأغنام لم تسلم من الإرهابيين .
باختصار؛ تراجعت أعداد الثروة الحيوانية من جراء ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية, وغياب المراعي بسبب الجفاف، كما تراجع القطاع الزراعي فهما صنوان ما بات ينذر ويهدد صعوبة عودتهما كما كانا .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار