اعتبروها « فشة خلق»
عندما نفقد الحيلة, وتتوه خريطة الكلمات، دعونا نتحايل على مفارقات حياتنا ونلعب مع أوجاعنا, ونقود شيئاً من السخرية لتغازل البسمة وجوه أناس أتعبتها الحاجة والفقر والحرب وما بينها من حصار اقتصادي, وجشع تجار الحرب, وقرارات وتصريحات لا تقارب الواقع, بل دعونا ننفجر بنوبة هستيرية من الضحك المبالغ به على أمور عادية أو حتى قاسية ولكن هل نستطيع وتستطيعون؟.
نفتش عن الحقيقة ونبحث عنها, لنجد أنفسنا من مشكلة لمشكلة, ومن ارتفاع مادة لارتفاع مواد, ومن فقر لآخر, وبعد ذلك تعترينا نوبات ضحك على واقع صار رفيقاً وملازماً للكثيرين !!.
وعندما نسأل عن ذلك الضحك الممزوج بالألم تأتينا الأجوبة متسارعة, لتعلن أن بعد كل رفع للأسعار ستسوء الخدمات, وذلك ليس بتنجيم أو معرفة بالغيب, فالكهرباء باتت حكايتها مثل القط والفأر, فلا تكاد” اللمبة ” تضيء حتى تعود للانطفاء .!
أما مشكلة ضعف جودة الإنترنت فلن تنتهي من دون حلول ومن دون أسباب مقنعة, على الرغم من ارتفاع أسعار خدمة الاتصالات والإنترنت والحجة الدائمة أعطال فنية, أو حتى تحميل المسؤولية للمشترك !!.
أما ما يجعل المواطن يضحك حتى الثمالة, فهي التصريحات التي تعلن أن الأسواق تحت السيطرة, وأن المواد متوافرة ومتنوعة, ومحاولات الإقناع المستميتة أن بضعة ضبوط لصغار التجار قادرة على ردع حيتان الأسواق, وهنا تغلق الستارة على الفصل الأخير من الكوميديا السوداء ولكن من دون تصفيق من المتفرجين!.
وبعد كل ما يحدث تأتي التعليقات : « ما نفع ما تكتبون» بينما ردود أفعال الجهات المعنية هي بالتأكيد غير راضية عما نكتب ، مع اتهام كل صحفي بأنه لا يدرك الواقع الأليم والظروف الصعبة التي نمر بها!!.
بالتأكيد ندرك تماماً ما آلت إليه أوضاع بلدنا جراء الحرب الظالمة , وما نعانيه من حصار ظالم, ولكننا نعلم أن التشاركية في الوطن تعني معرفة ما حصل وسيحصل, وليس قرارات تأتي كالصاعقة!.
وبالنهاية قد لا نستطيع تغيير الواقع أو حتى تجميله, ولكن اعتبروها «فشة خلق».