خطوة في الاتجاه الصحيح

على مر التاريخ كانت سورية ولبنان توءمين لا تنفصل عراهما عن بعضهما ويجمعهما الكثير من علاقات الجوار والروابط الاجتماعية والتاريخية والجغرافية والمصير المشترك و أبناؤهما شعب واحد في بلدين .
وقد كانت سورية وعلى مدى العقود الماضية الداعم الكبير للبنان
في كل المجالات سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وكان للجيش العربي
السوري دور كبير في دعم الأمن والاستقرار في لبنان، حيث لبى نداء الأشقاء وقدم التضحيات، حيث امتزجت الدماء لتطهير التراب اللبناني من دنس الاحتلال الإسرائيلي؛ واستمر الجيش العربي السوري بأداء مهمته القومية والإنسانية وقدم المزيد من الشهداء
خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وما بعده وصولاً إلى وقوف سورية إلى جانب لبنان ودعم المقاومة الوطنية خلال عدوان تموز عام 2006، حيث فتحت أبوابها الرحبة لكل من دخل إليها من الأشقاء اللبنانيين .
وخلال فترة الحرب على سورية دخلت العلاقات بين البلدين مرحلة لم تكن سابقاً بسبب عوامل متعددة لبنانية واتبعت الحكومات اللبنانية المتعاقبة ما أسمته”النأي بالنفس “وهي سياسة أضرت بلبنان أكثر مما نفعته .
ولكن وبعد سنوات من هذا الفتور أدرك المسؤولون اللبنانيون ان سورية هي رئة لبنان ومتنفسه وهي بوابته للعبور إلى الدول العربية وخاصة الخليجية وأنه لا غنى لهم عنها وبدأت تتحرك العلاقات
بين البلدين نحو الأفضل.
وخلال الأشهر الأخيرة توالت تصريحات وزيارات الوفود اللبنانية إلى دمشق وكان الجميع يؤكدون ضرورة عودة العلاقات السورية -اللبنانية وكان آخر ذلك تأكيد الرئيس اللبناني ميشال عون قبل أيام على أهمية العلاقات الأخوية التي تجمع بين لبنان وسورية، منوهاً بوقوف سورية إلى جانب لبنان، ومشيراً في هذا الصدد إلى تسهيل عملية استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر الأراضي السورية من مصر والأردن .
لاشك أن إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها المميز وماضيها المفعم بالأخوة وحسن الجوار هو خطوة أساسية في الاتجاه الصحيح لا بد من أن تأتي في إطار مصلحة البلدين الشقيقين اللذين لا غنى لهما ولشعبهما عن بعض مهما تغيرت الظروف ومهما صعبت.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار