في مهرجان القصة السنوي.. إبداع في ملامسة الواقع

بمشاركة عشرين قاصاً وقاصة أقامت مديرية الثقافة في طرطوس بالتعاون مع المركز الثقافي مهرجان القصة القصيرة السنوي (3 أيام)، قدّم المشاركون فيه نصوصاً إبداعية تميزت بلغة سردية مفعمة بالصور الشعرية، تنوعت مواضيعها بين الوطنية والعاطفية والاجتماعية.
في اليوم الأول قدمت القاصة نجود حسين قصة بعنوان (من يدفع الثمن) ومن ثم قدمت القاصة نهلا يونس قصة بعنوان (مقاومون)، حيث وجّهت محبرتها إلى فلسطين.. همّنا الدائم، أرادت من خلال قصتها تأريخ عمليّة الهروب الناجحة التي قام بها الأسرى الفلسطينيون الستة، أثناء الحراسة الصهيونية المشدّدة.. فجاءت بمقاربة فنيّة بين طفل شوّه غضب والده أنفه بعد أن ضربه بملعقة الطعام.. وبين ستة أبطال استعملوها أداة للحفر في زنزانات الاحتلال.
أما القاص مفيد أحمد فبين أن دور القصة القصيرة ﻻ يموت أو يضمحل كما قيل. فالقصة برأيه هي اللون السردي الأقدم والأبقى، والتأرجح بين المطولات السردية أو المختزلات لا يمكن أن ينحيها من الذائقة الأدبية ، حيث قدم قصة قصيرة بعنوان (ثلاثة أهداف لبرشلونة) تحدث فيها عن هوس الشباب بكرة القدم، هوسٌ يقتل أي شعور إنساني ويغيب الوعي والإحساس بالمسؤولية.
ثم قدمت الأديبة نهاد أحمد قصة بعنوان (أبناء الحياة) تحكي عن هوس الأمهات بدراسة أبنائهم للطب البشري والضغط عليهم بأسلوب ساخر وبلغة بسيطة واضحة تقارب لغة الناس اليومية. واختتم اليوم الأول فعالياته بقراءة قصة قصيرة جاءت بعنوان (الحمار السمكة) للدكتور الأديب محمد الحاج صالح.
وفي اليوم الثاني شارك أربعة أدباء وهم: “القاصة أسيل محمد، الكاتبة فائزة الداوود، القاصة نجاة خليل، الأديب الساخر علي ديبة”. في البداية أثنت القاصة أسيل محمد على جهود مديرية الثقافة في طرطوس لإقامة المهرجان ودعمها لهذا الجنس الأدبي (القصة القصيرة)، ثم قرأت قصة بعنوان “ثرثرة على ذمّة الغياب” تحكي عن مجموعة أخبار تبثّها امرأة أمام قبرٍ لفقيد لها، تتناول القصة معاناة المرأة الأرملة في مجتمع لا يرحم، ثم قرأت القاصة فائزة الداوود قصة بعنوان “الدلو”، وقرأت الكاتبة والقاصة نجاة خليل قصتها القصيرة “وسادة من تراب”، وكان الختام مع الكاتب الساخر علي ديبة ومجموعة من قصصه القصيرة جداً، وبيّن ديبة أن فوائد الملتقيات الثقافية في هذا الزمن الصعب أكثر من أن تحصى، أقلها يتجلى في تحدي الظروف الصعبة التي نمر بها، بل هي إعلان عن بقائنا وديمومتنا واستمراريتنا، ونجاحنا في تحدي كل الظروف التي سعت للنيل من بلادنا.
اختتم المهرجان فعالياته بمشاركة خمسة قاصين، منهم القاصة نهلة بدوي التي ترى أن المهرجان هو جسر تواصل فاعل في العملية الثقافية، شبهته بالمسرح الحي النابض بصور الحياة المختلفة، قرأت قصة بعنوان (ستائر من هذيان) تناولت فيها حكاية مقاتل يدرك معنى التضحية والفداء والغيرة على كل ما يخصه من انتماء وامتداد.
وفي مشاركة للقاصة بلسم محمد قالت في تصريح خاص لـ “تشرين”: يسرني أن تكون لي مشاركة هذا العام مع مجموعة مميزة من الزملاء الأدباء والأديبات، بقصة قصيرة بعنوان “الذهب المحروق”، أسلط الضوء فيها على بعض تداعيات الحرب الوحشية التي نُكِبَ بها شعبنا في سورية، والتحولات التي طرأت على حياة الشخصية الرئيسة في النص، متأثراً بالضغوط والمعاناة الإنسانية. وترى أن اعتماد مهرجان القصة سنوياً مسألة مهمة وحضارية، لأنها تجعل منه خريطة طريق لمشاريع فكرية جديدة، وبينت أن القصة القصيرة قادرة على تسليط الضوء على كل ما يمكن أن يدور حول الكاتب المرهف الذي يلتقط اللحظة بكل ما فيها ليصوغها نصاً ناطقاً، يغني المتلقي بالفائدة والمتعة وصولاً إلى الدهشة، وهذا واحد من أهم أهداف الإبداع.
وترى القاصة ضحى أحمد أن القصة القصيرة هي الفن الأكثر تأثيراً على المتلقي لما تعالجه من قضايا يستعصي على جنس أدبي آخر معالجتها بما تمتلكه من تكثيف واقتناص للحالة الشعورية فينسكب المعنى بكل دلالاته، ولابدّ من الاحتفاء بهذا الفن باعتباره الامتداد الحضاري والوريث الفكري للحكاية، وجاءت مشاركتها بقصة عنوانها (المفتاح الصالح) حاولت من خلالها كشف النقاب عن تداعيات الحرب مستعملة “الرمز” الأكثر تعبيراً عن الواقع لما له من دلالات وانزياح بالزمن للحدّ الأقصى.
القاص حسن الناصر أشار إلى أن إقامة مهرجان القصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر فيها بلدنا الحبيب سورية له أهمية كبيرة في معركة الوجود التي يخوضها أبطال الجيش العربي السوري للدفاع عن الوطن، وهي تأكيد على أن الحياة في سورية مستمرة ومتدفقة، ثم قدم قصة بعنوان (شغف حتى أقاصي الحب)، وكان الختام مع القاص مالك صقور من خلال قصة بعنوان “من يوميات صحفي”.

كما قدم خمسة قاصين شباب مجموعة قصص رصدت جانباً مهماً من جوانب الأزمة التي نعيشها، وتناولت تضحيات أهالي الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري، وبعضها الآخر غلب عليها الهم السياسي والاجتماعي وقضايا إنسانية متعددة، كُتبت بلغة بسيطة واضحة تقارب لغة الناس اليومية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
مناقشة تعديل قانون الشركات في الجلسة الحوارية الثانية في حمص إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه ‏الملاحة البحرية.. بسبب سوء الأحوال الجوية صباغ يلتقي بيدرسون والمباحثات تتناول الأوضاع في المنطقة والتسهيلات المقدمة للوافدين من لبنان توصيات بتبسيط إجراءات تأسيس الشركات وتفعيل نافذة الاستثمار في الحوار التمويني بدرعا خلال اليوم الثانى من ورشة العمل.. سياسة الحكومة تجاه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والرؤية المستقبلية مؤتمر "كوب 29" يعكس عدم التوازن في الأولويات العالمية.. 300 مليار دولار.. تعهدات بمواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل ميدان حاكم سيلزم «إسرائيل» بالتفاوض على قاعدة «لبنان هنا ليبقى».. بوريل في ‏بيروت بمهمة أوروبية أم إسرائيلية؟ إنجاز طبي مذهل.. عملية زرع رئتين بتقنية الروبوت مركز المصالحة الروسي يُقدم مساعدات طبيّة وصحيّة لمصلحة المركز الصحي في حطلة القوات الروسية تحسن تموضعها على عدة محاور.. وبيسكوف: المواجهة الحالية يثيرها الغرب