علي أحمد باكثير والمسرح الشعري في الأدب الحديث
حينما نكتب عن علي أحمد باكثير بعد مرور 42 عاماً على وفاته، فإننا نكتب عن شخصية متميزة في تاريخ الأدب العربي المعاصر تؤكد الحضارة الإنسانية من خلال المنطقة العربية بأسرها، لقد كان شخصية غاية في التفرد بين القدامى والمعاصرين.
ولد في مدينة سورايابا بأندونيسا سنة 1910م من أبوين عربيين من حضرموت، تخرج في كلية الآداب بجامعة القاهرة، حيث حصل على ليسانس في اللغة الإنكليزية سنة 1939 وحصل على دبلوم التربية للمعلمين سنة 1940، وعمل بالتدريس في المدارس الثانوية في مصر من سنة 1940-1955 ونقل بعدها إلى مصلحة الفنون وقت إنشائها، وظل يعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي إلى أن توفي.
بدأ حياته الأدبية بالشعر حيث نظمه وهو في الثالثة عشرة من عمره، ثم اتجه إلى القصة والمسرحية، قام بنشر نتاجاته في صحف ومجلات كثيرة منها (الجهاد، الوادي، الفتح، الرسالة، الثقافة، الأسبوع، أبولو، الرسالة الحديثة).
أما مؤلفاته القصصية فهي: (سلامة القس، واسلاماه، ليلة النهر، الثائر الأحمر، سيرة شجاع) وأما المسرحية فهي؛ (أخناتون ونفرتيتي وهي شعرية، وقصر الهودج وهي شعرية أيضاً.. أوزيروس، الفرعون الموعود، مسمار جحا، دار ابن لقمان، شيلوك الجديد وهي تمثيليات سياسية، عودة الفردوس مأساة أوديب، إله إسرائيل، سر الحكم بأمر الله، سر شهرزاد، هاروت وماروت، السلسلة والغفران، شعب الله المختار، الزعيم الأوحد الدكتور حازم امبراطورية في المزاد، جلغدان هانم، أبو دلامة، الدنيا فوضى.
شارك في النشاط الثقافي بمصر رسمياً وشعبياً وظل يخطط بلجنة الشعر ولجنة القصة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، إلى أن توفي 10 تشرين الثاني 1969، شارك في ثروة كبيرة من علوم الحياة الإنسانية، وهو يقول مخاطباً المصريين في بيت من قصيدة له لمناسبة الذكرى الألفية للمتنبي:
أبوكم أبي يوم التفاخر يعرب وجدكموا فرعون أضحى بكم جدي.