أسعار الفروج في وادِ.. ونشرة أسعار«التجارة الداخلية» في وادِ آخر!

بعد أن كانت ملاذاً لذوي الدخل المحدود في ظل عجزهم عن شراء اللحوم الحمراء، حلّقت اللحوم البيضاء أيضاً بأسعارها حتى بات الكثير من المواطنين عاجزين عن شرائها بالكيلوغرامات أو حتى شراء قطع الفروج المختلفة من (شرحات- وردة- كستا- جوانح…) ولو بكميات قليلة.
«تشرين» قامت بجولة على عدد من محال الفروج ولاحظنا انخفاض إقبال المواطنين بشكل كبير وملحوظ على شراء الفروج سواء أكان كاملاً أم الشراء بالقطعة، وأشار عدد من أصحاب تلك المحال إلى أن لموزعي اللحوم دوراً كبيراً بارتفاع أسعار تلك اللحوم يضاف إلى ذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج من نقل وتبريد وغيرها من التكاليف التي زادت على مربي الدواجن، مشيرين إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم في الأسواق ليس لمصلحة أصحاب المحال فالربح الذي يحققونه من بيع اللحوم هذه الأيام يكاد لا يذكر وأن العديد من محال باعة الفروج قد توقفت عن البيع واستجرار المادة نتيجة ارتفاع أسعارها وقلة الأرباح، مؤكدين عدم مقدرتهم على تحمل تلك الأسعار وصعوبة بيعها للمواطنين لغلاء الأسعار، فقد سجل الفروج المنظف 9500 ليرة ووصل سعر الشرحات إلى أكثر من 15 ألف ليرة ووصل سعر كيلو الفخاد إلى أكثر من 9500 ليرة والكستا 10 آلاف والسودة بـ11000 ليرة والفروج المشوي بـ23 ألفاً والبروستد بـ25 ألف ليرة.
شراؤه حلم
عدد من المواطنين الذين التقتهم «تشرين» خلال الجولة على محال بيع الفروج أشاروا إلى أنه وأمام الارتفاع الجنوني لأسعار الفروج بات شراؤه بعيد المنال حتى إن كان الشراء بالقطعة الواحدة، وقالوا إن التسعيرة التي تصدرها (التجارة الداخلية) تكون في كل مرة بعيدة كل البعد عن أي دراسة تحسب القوة الشرائية للمواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود فهي مجرد أسعار تضمن احتساب التكلفة وهامش الربح للتاجر والبائع من دون معرفة هل المواطن قادر على شرائها؟! والمبرر الدائم الذي يسوقه الجميع لتبرير أسعارهم وفق ما قال مواطنون هو ارتفاع تكاليف الإنتاج ولاسيما ارتفاع أسعار الأعلاف الخاصة بتربية الفروج وارتفاع أسعار المحروقات.

15 % حجم تربية الدواجن
عضو لجنة مربي الدواجن شعبان محفوض أكد أن ارتفاع سعر كيلو الفروج يعود لتكاليفه الباهظة والخسارة الكبيرة التي تلحق بالمربين، فقد انخفض حجم تربية الدواجن في سورية إلى 15% فقط لذلك وصل سعر كيلو الفروج إلى 8000 ليرة وهذا السعر منصف للمربين، فهم يعانون منذ قرابة العام من خسائر كبيرة لناحية عدم توافر مواد التدفئة والمواد الأساسية والمعدات والآليات قياساً بالدول المجاورة، لذلك طالبنا بمواد تدفئة للمربين من فحم حجري ومازوت، فكيلو الفحم وصل إلى1600 ليرة وليتر المازوت الحر إلى 4500 ليرة وتالياً ليس باستطاعة المربين شراء هذه المواد خارج الدعم .
وبيّن محفوض أن تكلفة تربية الفروج مرتفعة حالياً، لأنه منذ نحو عشرين يوماً تم البدء بالتدفئة ليلاً لقطاع الدواجن وبعد مدة ستصبح التدفئة على مدار اليوم، وهذا الأمر سيزيد من تكاليف الإنتاج ولهذا لن نشهد انخفاضاً في أسعار الفروج على المدى القريب.
وعن توزيع مازوت التدفئة لمربي الدواجن قال محفوض: إن مديرية الزراعة في محافظة ريف دمشق قامت بتوزيع المادة على المربين بشكل غير منصف، إذ إن بعض المداجن في الريف حصلت على المازوت بكميات متفاوتة ومختلفة بين الواحدة والأخرى، ومداجن أخرى لم تحصل عليه، إضافة إلى أن الكمية التي توزع لا تغطي حاجة المداجن وخصوصاً أن حاجة المدجنة يومياً بحدود 10 ليترات من مادة المازوت.
وعن دعم مؤسسة الأعلاف لمربي الدواجن قال محفوض: إن مؤسسة الأعلاف تعطي عن كل طير 1000 غرام ذرة صفراء و200 غرام كبسة صويا و100 غرام نخالة خلال دورة التربية وهذه الكمية تشكل ثلث حاجة الطير، لذلك هناك عدد كبير من المربين يقومون بشراء الذرة الصفراء البلدية حالياً من السوق وبأسعار غير مدعومة ولا يقومون بشرائها من مؤسسة الأعلاف.
نشرة جديدة
من جهته مدير الأسعار في مديرية التجارة الداخلية بريف دمشق إسماعيل حصري أكد أن ارتفاع أجور النقل والمحروقات وعزوف بعض المربين ولاسيما صغار المربين وارتفاع الأعلاف أيضاً والتدفئة هي السبب الرئيس بارتفاع الأسعار، وكلها أسباب أدت إلى ارتفاع سعر الفروج، فنحن كمديرية لا نرفع الأسعار إلا إذا كانت هناك مبررات للارتفاع ، واليوم صدرت نشرة جديدة بأسعار الفروج بسبب زيادة التكلفة ونقوم بدورنا بمراقبة التسعيرة ومدى تقيد الباعة بها وتُنظم ضبوط بحق البائعين الذين يتقاضون زيادة على النشرة كما تنظم ضبوط بحقهم بسبب البيع بسعر زائد.

وعن نشرة الأسعار الجديدة التي صدرت اليوم أكد حصري أنه تم تحديد سعر كيلو الفروج الحي بـ6700 ليرة والمنظف 9300 ليرة ، والسودة 10500 ليرة، والشرحات 15000 ليرة، والدبوس 8800 ليرة، والفخاد 9500 ليرة، والكستا بـ10000 ليرة والفروج المشوي بـ21000ليرة، والبروستد بـ21500 ليرة، مضيفاً: ستكون هناك جولات ميدانية على الأسواق لمتابعة مدى تقيد الباعة بنشرة الأسعار الجديدة.