حتى منتصف شهر تشرين الأول تم ضبط بضائع مهربة في المنافذ الحدودية بالقطر بقيمة ١٠٠ مليار ليرة سورية ووصلت قيمة غرامات هذه المهربات الى نحو ٢٧٧ مليار ليرة وتم ضبط هذه المهربات في ١٢١ مستودعاً في عدد من المحافظات ، وهذه معلومات كشفتها إحدى الصحف الرسمية وتم نشرها منذ عدة أيام ، وكذلك تمت إحالة عدد من الفاسدين في جهاز الجمارك إلى القضاء المختص ويتم التحقيق مع عدد آخر كما تم نقل البعض إلى أماكن أخرى … هذه المعلومات تثلج الصدر وتشير إلى أن هناك بداية طريق واضحة وصحيحة لمكافحة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة والمحصلة بطرق غير شرعية إلى خزينة الدولة ، ونتمنى أن تطول مكافحة الفساد جميع الفاسدين وليس فقط في قطاع الجمارك بل على مستوى جميع القطاعات ، لأنه حان الوقت لمثل هذه الحملات وخاصة بعد الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد ، ونحن بحاجة ماسة لأن نتعلم الكثير مما مررنا به من ظروف قاسية لأننا إذا لم نتعلم ونتطور مما مررنا به فهذه كارثة بحد ذاتها… ولابد أن نمتلك الكثير من الشجاعة لمحاربة الفساد ابتداءً من الرؤوس الكبيرة وانتهاء بالرؤوس الصغيرة.. لأنه بهذه الطريقة ستسقط الرؤوس الفاسدة الصغيرة دون أدنى عناء ، وهذا هو الطريق السليم لمكافحة الفاسدين ، أما وقوف سيارات الجمارك على المفارق الفرعية للشوارع والطرقات في البلدات والقرى لتفتيش السيارات المحملة ببعض الخضر وبعفش المنازل القديمة وأكياس التبن والكراتين وووالخ فهذا لايغني ولايسمن من جوع …أو الدخول على المحال والسوبر ماركات ونكتها للبحث عن بضائع مهربة… فكل ذلك لن يفيد بشيء ، فمكافحة الفساد والفاسدين طريقها واضح وجلي ومحدد ولا تحتاج إلا الى الكثير من الجرأة والإقدام والشجاعة وحب الوطن.