بذار الاحتلال الأمريكي لا تصلح حتى علفاً وتدمّر الأراضي الزراعية

لم تدخر أمريكا وأدواتها طريقة أو أسلوباً للنيل من سورية، وصولاً لمحاربتها في رغيف خبزها وزراعتها، وآخر تقليعات الحرب على سورية كان توزيع بذار قمح مجاناً لفلاحي شمال شرق سورية لا تصلح حتى علفاً للحيوانات حسب ما أثبتته نتائج اختبارات وزارة الزراعة التي بينت أنها تحتوي على آفة (النيماتودا) التي لها انعكاسات خطيرة على التربة، فكيف دخلت الشاحنات؟ ما دور الجهات المعنية في التوعية والتحذير؟

3 آلاف طن لـ«تل حميس»
عبد الحميد الكركو رئيس الرابطة الفلاحية في الحسكة يقول إنه وفق المعلومات الواردة تم توزيع ما يعادل 3000 طن للفلاحين لزراعتها في (تل حميس) وحدها، ليتبين فيما بعد أنها بذار غير صالحة للزراعة.
بمعدل 2,5 طن
من جهته، أكد مدير زراعة الحسكة سعيد الجيجي أنه تمت زراعة هذه البذار ضمن الأراضي الواقعة خارج سيطرة الدولة في الشمال الشرقي من البلاد، حيث تم توزيع جزء من هذه الكميات على 74 فلاحاً بمعدل 2,5 طن.
وعن كيفية دخول هذه الكميات، بيّن الجيجي أنه لوحظ دخول ثماني شاحنات محملة بمواد مجهولة عن طريق معبر (سيمالكا) (المالكية) عبر طريق (تل حميس)، وتم إعلامنا عن طريق مصادر خاصة بأنها بذار مكتوب عليها (أضنة – تركيا)، وتبين فيما بعد أنها البذار الأمريكية المذكورة، فتم توجيه الإرشاديات وروابط الفلاحين بعدم استخدامها في الزراعة.

مسؤولية المجتمع الأهلي
الباحث التنموي أكرم عفيف بيّن أنه وفي ظل الظروف الصعبة في تأمين مستلزمات الإنتاج، يبحث الفلاح دائماً عن أشياء بأقل التكاليف، ومن هنا يقبل البعض بكميات وصلت إليه مجاناً، بغض النظر عن الصلاحية، علماً أن هذه البذار قد لا تصلح حتى علفاً للحيوانات!
وأضاف: إن لوزارة الزراعة دوراً محدوداً في هذا الموضوع، لا يتعدى التنبيه والتوعية من خطورة استخدام هذه البذار لما ينتج عنها من أمراض، ناهيك بعدم صلاحية التربة لدورات زراعية جديدة، لافتاً إلى أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق المجتمع الأهلي في نشر التوعية والحذر من استخدامها، فالأمريكان لا يقدمون شيئاً مجاناً.
تدمير الأراضي السورية
وكان وزير الزراعة محمد حسان قطنا أكد في تصريح له أن بذار القمح التي قامت قوات الاحتلال الأميركي بتوزيعها على الفلاحين مجاناً في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش في محافظة الحسكة تحمل آفة حشرية خطيرة تهدف إلى تدمير الأراضي الزراعية في سورية، وإلى تدني المردود الإنتاجي للأراضي الزراعية موسماً تلو آخر، وتعمل على توطين العديد من الآفات والأمراض الحشرية الضارة الأخرى فيها، قبل خروجها عن الاستثمار الزراعي بشكل كامل.
وأضاف قطنا في تصريحات لوسائل إعلام : البذار الموزعة من قوات الاحتلال الأميركي تحتوي على آفة (النيماتودا) الخطيرة الفتاكة بالتربة، وقامت الوزارة منذ سنوات بمنع توزيع أي بذار قمح تحتوي على (النيماتودا) الموجودة بمعدل ٣٠ حبة في كل كغ قمح واحد، والتي ستقضي على الأراضي الزراعية خلال سنتين، إن لم يتم منعها وقطع الطريق على دخولها بالطرق غير الشرعية إلى البلاد.
وأوضح أن التحاليل المخبرية التي تم إجراؤها على عينات من بذار القمح الموزعة من الاحتلال الأميركي، أكدت أنها غير صالحة للزراعة ليس في محافظة الحسكة فحسب، وإنما في كل الأراضي الزراعية السورية، وذلك بسبب احتواء البذار على الإصابة بثآليل القمح وشيوع ترافقها مع مرض عفن السنابل البكتيري الناتج عن البكتيريا المدمرة لحقول القمح عند الإصابة بها، ما يسبب تلوث التربة والتأثير بشكل كبير في إنتاج المحصول.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ملف تشرين...الخطاب يبشر بانتعاش اقتصادي قادم.. العكام: الدعم في مختلف دول العالم له شقان دعم للمستهلكين وآخر للمنتجين مجلس وزراء منظمة "أوابك" يختار الطاقة المتجددة موضوعاً لجائزة البحث العلمي بمناسبة عيد الشهداء قيادة شرطة الحسكة تكرم عدداً من أسر شهدائها البطريرك يوحنا العاشر: نطالب برفع الحصار الغربي الجائر عن الشعب السوري الرئيس الأسد يبحث مع الفياض تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود (السورية للحبوب) في طرطوس تنهي استعدادها لتسويق موسم القمح ..وإجراءات لتخفيف أعباء أجور النقل القيادة المركزية لحزب البعث: الشهادة سبيلٌ للدفاع عن الحياة الحقيقية حياة الكرامة والعزة مشروع "مواهب"... بدأ مرحلته التجريبية بمشاركة ٢٥ شاباً وشابة من الموهوبين ملف «تشرين».. الهدف تحقيق العدالة الاجتماعية.. بلورة جديدة في أركان الاقتصاد الوطني وتصويب المسار ومعالجة الانحرافات وتحديد النموذج الاقتصادي المناسب ملف «تشرين».. رؤية عصرية بنمط تفكير متوازن.. الرئيس الأسد يضع خطوط المرحلة المُقبلة بشفافية واتزان .. العدالة الاجتماعية والإنتاج أولاً..