بين “الوردية” وأحلام العثمانية ستضيع تركيا

رأى مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” أن الانتخابات العامة في تركيا، والمزمع إجراؤها في 18 حزيران 2023، قد تحدث في وقت أبكر بسبب مبادرة القوى السياسية المعارضة لرئيس النظام التركي رجب أردوغان، لذلك نراه يسعى جاهداً إلى تعزيز صورة الزعيم الوطني في أعين المواطنين من خلال اتخاذ الموقف الرسمي الأكثر صرامة في أي قضية كانت!

وقال المقال: ومع ذلك، فإن السياسات الداخلية والخارجية لأردوغان ليست وردية كما كان يود لها أن تكون، حيث تصاعدت التوترات داخل حزبه، حزب “العدالة والتنمية”، مؤخراً وسط فضائح فساد كبيرة هزت البلاد مرات كثيرة، الأمر الذي أجبر أبرز مؤسسي الحزب على ترك مناصبهم والقيام بتشكيل أحزاب جديدة، بمن فيهم علي باباجان، معلنين أن أنقرة بحاجة إلى رؤية جديدة تماماً، وذلك بعد أن استنفد أردوغان موارد البلاد لمواصلة تجربته الجيوسياسية.

وأشار المقال إلى أن 27٪ فقط من الأتراك يدعمون الحزب الحاكم في البلاد، وذلك وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة “بلومبيرج” في الصيف الماضي، وتعزى هذه النسبة المتدنية إلى التضخم المتفشي والبطالة المرتفعة والإجراءات غير الفعالة لمكافحة فيروس كورونا وسوء إدارة الاقتصاد ونضوب احتياطيات البنك المركزي من العملات الأجنبية في عهد وزير المالية التركي السابق بيرات البيرق.

وقال المقال: وفي الواقع، فقد تحولت سياسة “صفر مشاكل مع الجيران”، التي تشكل جزءاً مهماً من إستراتيجية حزب “العدالة والتنمية”، عن مسارها بل نجم عنها صراع مع معظمهم، بما فيهم سورية واليونان وقبرص وأرمينيا والعراق ومصر، وفوقها جُمدت العملية المطولة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتفاقمت خلافات أنقرة مع واشنطن وبروكسل بشأن العديد من القضايا الإقليمية، كما جلبت أحلام أردوغان بإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية انتقادات إضافية له من العديد من البلدان وأججت المشاعر المعادية لأنقرة في الداخل والخارج.

وشدد المقال على أن التطلعات التوسعية لأنقرة ليست خفية على تلك الدول، التي عارضت بشكل لا لبس فيه أي محاولة من جانب أنقرة للتدخل في شؤونها الداخلية مثلما حدث عندما حاولت أنقرة عبر جماعة “الإخوان المسلمين” تحقيق تغيير في السلطة في القاهرة، وسيكون لمحاولتها التأثير على الوضع في ليبيا من خلال مرتزقتها نتيجة مماثلة.

وأضاف المقال: صحيح أن أنقرة وقعت مؤخراً عدة اتفاقيات مع كييف، بما في ذلك المجال العسكري والمجال العسكري التقني، إلا أن هذه الخطوات، التي يحمل العديد منها توجهاً معادياً لروسيا، يُنظر إليها بتوجس وفي بعض الأحيان بانتقاد صريح من موسكو، الأمر الذي لن يحسن علاقات تركيا مع الأخيرة كذلك الأمر.

وتابع المقال: وبالتالي، فليس من المستغرب أن تستمر مصداقية أردوغان وحزبه في التدهور وسط سلسلة من الأزمات والفضائح والإخفاقات التي اعترت سياسته الخارجية. واليوم، لا يمكن لأردوغان أن يجذب أحداً بخطابه، لا على الصعيد الدولي ولا في الداخل.

عن «نيو إيسترن آوت لوك»

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
ملف تشرين...الخطاب يبشر بانتعاش اقتصادي قادم.. العكام: الدعم في مختلف دول العالم له شقان دعم للمستهلكين وآخر للمنتجين مجلس وزراء منظمة "أوابك" يختار الطاقة المتجددة موضوعاً لجائزة البحث العلمي بمناسبة عيد الشهداء قيادة شرطة الحسكة تكرم عدداً من أسر شهدائها البطريرك يوحنا العاشر: نطالب برفع الحصار الغربي الجائر عن الشعب السوري الرئيس الأسد يبحث مع الفياض تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود (السورية للحبوب) في طرطوس تنهي استعدادها لتسويق موسم القمح ..وإجراءات لتخفيف أعباء أجور النقل القيادة المركزية لحزب البعث: الشهادة سبيلٌ للدفاع عن الحياة الحقيقية حياة الكرامة والعزة مشروع "مواهب"... بدأ مرحلته التجريبية بمشاركة ٢٥ شاباً وشابة من الموهوبين ملف «تشرين».. الهدف تحقيق العدالة الاجتماعية.. بلورة جديدة في أركان الاقتصاد الوطني وتصويب المسار ومعالجة الانحرافات وتحديد النموذج الاقتصادي المناسب ملف «تشرين».. رؤية عصرية بنمط تفكير متوازن.. الرئيس الأسد يضع خطوط المرحلة المُقبلة بشفافية واتزان .. العدالة الاجتماعية والإنتاج أولاً..