تفاوت تعليمي
يلاحظ مع بداية كل عام دراسي جديد تهافت أعداد كبيرة من التلاميذ والطلاب على التسجيل لخوض اختبار القبول في الصفين السابع والعاشر ضمن مدارس المتفوقين، والأمر لا يمر كيفما كان فالجميع يشحذ الهمم ويخضع لدورات تعليمية وجلسات داعمة للتقدم لهذا الاختبار وتجاوزه.
وبعد صدور النتائج يصطدم عدد من الناجحين بمحدودية استيعاب مدارس المتفوقين، فيبدؤون مع أهلهم بطرق أبواب مديريات التربية والجهات الأخرى ذات العلاقة سعياً وراء استيعاب أكبر عدد منهم، وقد يتحقق ذلك أو يفشل حسب الإمكانية المتاحة لافتتاح شعب إضافية.
ما يطرح هنا بقوة: ِلمَ هذا الإقبال القوي على مدارس المتفوقين وهل من مشكلة في غيرها من المدارس العامة الأخرى؟ .. أما الجواب فيكمن في أن تشكيلة كادر مدرّسي المتفوقين تكتمل قبل العام الدراسي ومن الكفاءات العالية المشهود لها، إضافةً إلى أن الخطة الدرسية تنفذ بحذافيرها حتى ينتهي المنهاج، كما ويطبق فيها نظام يمنع تغيّب الطلاب غير المبرر أو مغادرتهم المدرسة بلا إذن وقبل التواصل مع الأهل، ناهيك بالمنافسة السائدة بين الطلاب التي تعد عاملاً محفزاً على التحصيل المتميز.
أما في المدارس الأخرى «العادية» فإن تشكيلات المدرسين قد تكون ناقصة ويتأخر ترميمها فيما العام الدراسي يمضي، وفي حال تم الترميم فغالباً ما تيسر من خارج الملاك وبمستويات لا تلبي الاحتياج، كما أن هناك تراخياً في تنفيذ الخطة الدرسية ما قد يتسبب بعدم اكتمال إعطاء المنهاج، كذلك يتواجد في بعض المدارس مديرون وموجهون غير قادرين على ضبط العملية التعليمية والتربوية، والنتائج الكثير من حالات الغياب غير المبرر بين الطلاب وتركهم بعض الحصص من دون أن تكون هناك متابعة ومعالجة مع الأهل، إضافةً إلى وجود بعض حالات الفوضى التي تعكس مظاهر غير سارة أبداً، مثل تكرار مشاهد الطلاب وهم يتشاجرون أو يجلسون على السور أو يقفزون من فوقه إلى خارج أو داخل المدرسة فيما البعض يدخن بلا حسيب أو رقيب.
ما سبق لا شك يستدعي اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بالنهوض بمستوى التعليم في جميع المدارس لتقارب بجودتها مدارس المتفوقين، وهو أمر يقلل من انتقال الطلاب إلى المدارس الخاصة ذات الرسوم الباهظة في حال لم يقبلوا مع المتفوقين، كما ويحدّ من عبء تكاليف الدروس الخصوصية المرهقة لتعويض الفاقد التعليمي في المدارس العادية.