الاستفزازات الأمريكية للصين تتضاعف وتتسع.. لماذا؟

نشر موقع الدراسات الإستراتيجية العالمي تقريراً لصندوق النقد الدولي يشير فيه إلى أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد عالمي، بشكل مؤقت، بسبب تضرر الناتج المحلي الأمريكي، من تبعات جائحة كورونا، ما جعل الاقتصاد الصيني الأكبر عالمياً، كما تسيطر الصين على ما يقرب من 80% من سوق العناصر الأرضية النادرة، مضيفاً: تسبق الصين الولايات المتحدة في عدة مجالات منها أنظمة ترددات الجيل الخامس للإنترنت «جي فايف» الذي يتوقع أن يُحدث ثورة في العالم اليوم والقائم على الرقمنة، لافتاً إلى أن الشركات التكنولوجية الأمريكية ما تزال، متأخرة كثيراً عن نظيرتها الصينية في التوصل إلى بناء معدات وأنظمة قادرة على توفير سرعة الإنترنت التي تقدمها الشركات الصينية وأبرزها «هواوي».

وأفاد الموقع أن واشنطن عملت على حظر معدات شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات وقامت بترحيل المديرة التنفيذية في الشركة مينغ وانجو من كندا إلى الولايات المتحدة.

ومع تزايد الحديث عن انتقال القوة الاقتصادية من الغرب نحو الشرق، وسط تحول في هيكل الاقتصاد العالمي لصالح الرقمنة ، تتعدد جبهات الخلاف بين أكبر قوتين اقتصاديتين.

وتكثر الاستفزازات الأمريكية التي تجعل واشنطن تشعر بالخطر من التفوق الصيني فيها، حيث بيّن الموقع أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عمدت منذ تسلمه السلطة إلى تشديد الضغط على الصين في عدة ملفات، وفرضت عقوبات على مسؤولين صينيين، وكانت قد أمرت بإغلاق قنصلية الصين في هيوستن بحجة حماية الملكية الفكرية الأمريكية ومعلومات الأمريكيين الخاصة، واليوم لا تبدو العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بأحسن حالاً على الرغم من رحيل دونالد ترامب، فالبيت الأبيض، هو الذي نقل صراع البلدين من الغرف المغلقة إلى وسائل الإعلام.

وأكد الموقع أن الصين تمثل التحدي الإستراتيجي الرئيسي الذي يهدد مكانة الولايات المتحدة ودورها في العالم، وأضاف: على الرغم من اختلاف مظاهر التعبير عن سياسة أمريكا تجاهها، لكن هدفها جميعاً كان واحداً وهو تحجيم دور الصين والضغط على الدول الحليفة للتقليل من تعاملاتها، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي المُعادي للصين تجلى بوضوح في التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة، وتحديداً وليم بيرنز، المرشح لمنصب مدير وكالة المخابرات، وأنتوني بلينكن والرئيس بايدن نفسه.

وتابع الموقع: كان وليم بيرنز أكثرهم صراحةً ووضوحاً في شهادته أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، فقد جاء فيها أن الصين هي التحدي الجيوسياسي الأكبر لأمريكا، ووصف القيادة الصينية بأنها “مفترسة”.

أما وزير الخارجية أنتوني بلينكن فقد كان أكثر دبلوماسية، فأشارت تصريحاته إلى قضايا الخلاف المعروفة بين البلدين كحرية التجارة واحترام حقوق الإنسان، كما تعكس تصريحات بايدن إدراكه العميق بخطورة التحدي الصيني، فقال مرة إن التفوق على الصين هو المهمة الرئيسية للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي في العقود القادمة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار