لا تؤجل عمل اليوم..

علينا اليوم أن نستخلص الأفكار والمبادرات والطاقة الإيجابية من الوعي الشعبي الذي تجلى بأفضل حالاته وأسمى معانية وأقوى انطلاقاته في فترة الانتخابات الرئاسية ليكون هذا الوعي المميز بوصلةَ عملنا للمرحلة المقبلة وبنكَ أهداف للجميع أفراداً ومؤسسات نسعى إلى تحقيقها بالهمة والاندفاعة ذاتها التي يتمتع بها هذا الوعي الشعبي الجامع؛ وعي شعبي لا يضاهيه مثيل على سطح المعمورة ولا يدركه فعل منذ بدء الخليقة ولن يمنعه إرهاب أو محتل عن مواصلة مسيرته في التحرير والتطهير وإعادة الإعمار وتكريس الإنجاز والإعجاز ما بقيت الأخلاق والوطن.
ما قاله السوريون وفعلوه كان نتيجة هذا الوعي الشعبي المنقطع النظير الذي يجب ألا يبقى حبيس مرحلة ما قبل الانتخابات الرئاسية بل علينا جميعاً عمالاً وفلاحين ومنتجين وتجاراً ومسؤولين، كلٌّ في مكان عمله وموقعه الوظيفي أن نؤسس لبيئة مؤسساتية قانونية وإدارية وتقنية ملائمة لترجمة هذا الوعي الشعبي إلى خطط عمل مرحلية واستراتيجية مقرونة ببرامج تنفيذية محدودة التوقيت والمكان والأهداف أولى ثمارها تحسين مستوى معيشة محدودي الدخل ورفع القدرة الشرائية لدى المواطنين كافة، وصولاً إلى تحقيق دورة إنتاجية – استهلاكية متكاملة متوازنة ومنسجمة مع زيادة النمو الاقتصادي والاستثماري النوعي والجغرافي وفق رؤى تنموية خمسية أو عشرية قادمة.
فكل عبارة أو كلمة نطق بها سوري داخل البلاد أو خارجها يجب أن يكون لها مكان في الخطط القادمة لعمل المؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية، كلٌّ حسب الاختصاص والعائدية ولا بأس من التشاركية بين هذه القطاعات الثلاثة مادامت النتائج تصب في خدمة الدولة وبأسرع وقت ممكن بعد الأخذ في الحسبان رضا المواطن عن كل مراحل التنفيذ ومشاركته في تطوير النتائج وتحسين مواصفاتها بشكل مستمر، حتى لو تطلب هذا الأمر تعديل قوانين وتشريعات أو إحلال أخرى مكانها وإحداث مؤسسات أو وزارات وتغيير أنظمة عملها الداخلية والمالية .. المهم أن نحصل على مؤشرات وأرقام تؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح ونبرهن مرة أخرى للعالم أجمع أن السوريين قادرون على صناعة مستقبلهم بأيديهم كما كانوا قادرين على صنع قرارهم الوطني والحفاظ على سيادتهم ووحدة أراضيهم ودحر الإرهاب منها والسير قدماً في استكمال النصر التام على جميع المتآمرين والمعتدين والمحتلين والإرهابيين وتطهير التراب السوري الطاهر من دنسهم ورجسهم ومحو آثارهم في القريب العاجل.